الإيضاح في علوم البلاغة
محقق
محمد عبد المنعم خفاجي
الناشر
دار الجيل - بيروت
رقم الإصدار
الثالثة
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
محقق
محمد عبد المنعم خفاجي
الناشر
دار الجيل - بيروت
رقم الإصدار
الثالثة
الزمخشري والمجاز العقلي:
قال في الكشاف في تفسير الآية الكريمة: {ختم الله على قلوبهم} ما نصه: ويجوز أن يستعار الإسناد نفسه من غير الله لله فيكون الختم مسندا إلى الله على سبيل المجاز وهو لغيره حقيقة، تفسير هذا أن للفعل ملابسات شتى يلابس الفاعل والمفعول به والمصدر والزمان والمكان والمسبب له فإسناده إلى الفاعل حقيقة، وقد يسند إلا هذه الأشياء على طريق المجاز المسمى استعارة وذلك لمضاهاتها الفاعل في ملابسته الفعل1 كما يضاهي الرجل الأسد في جراءته فيستعار له اسمه، فيقال في المفعول به: عيشة راضية وماء دافق وفي عكسه: سيل مفعم وفي المصدر شعر شاعر وذيل ذائل وفي الزمان نهاره صائم وليله قائم، وفي المكان طريق سائر ونهر جار، وأهل مكة يقولون: صلى المقام، وفي المسبب بنى الأمير المدينة، وقال الشاعر:
إذا رد عافى القدر من يستعيرها.
فالشيطان هو الخاتم في الحقيقة أو الكافر إلا أن الله لما أقدره ومكنه أسند إليه الختم كما يسند الفعل إلى المسبب.
وقال في الأية الكريمة: {فما ربحت تجارتهم} ما نصه: فإن قلت كيف أسند الخسران إلى التجارة وهو لأصحابها. قلت: هو من الإسناد المجازي وهو أن يسند الفعل إلى شيء يتلبس بالذي هو في الحقيقة له كما تلبست التجارة بالمشترين.
صفحة ١١٧