شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
طاعة، وكل خير من جملة الذكر.
«﴿وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (١».
يعني: الذين يذكرون الله - تعالى - باللسان من الرجال والنساء؛ وهذا في مقام المدح للذاكرين والذاكرات.
والذاكر الله كثيرًا من لا يكاد يخلو من ذكر الله بقلبه، أو لسانه، أو بهما.
وقراءة القرآن، والاشتغال بالعلم من الذكر.
قال النبي ﷺ: «من استيقظ من نومه وأيقظ امرأته، وصليا جميعًا ركعتين، كتبا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات» (٢).
وإذا واظب الإنسان على الأذكار المأثورة صباحًا ومساءً، وفي الأوقات والأحوال المختلفة ليلًا ونهارًا، كان من الذاكرين الله كثيرًا.
«﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ (٣»).
يعني: اقرأ يا محمد إذا كنت إمامًا في نفسك ﴿تَضَرُّعًا﴾ أي: مستكينًا، ﴿وَخِيفَةً﴾ أي: خوفًا من عذابه.
_________
(١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٥.
(٢) رواه أبو داود برقم (١٣٠٩)، وغيره، وصححه الألباني انظر «صحيح أبي داود». (م)
(٣) سورة الأعراف، الآية: ٢٠٥.
1 / 44