شرح حديث النزول
الناشر
المكتب الإسلامي،بيروت
رقم الإصدار
الخامسة
سنة النشر
١٣٩٧هـ/١٩٧٧م
مكان النشر
لبنان
رب العالمين، وقد ناداه من موضع معين وقربه إليه، دل ذلك على ما قاله السلف من قربه ودنوه من موسى ﵇ مع أن هذا قرب مما دون السماء.
وقد جاء - أيضًا - من حديث وهب بن منبه وغيره من الإسرائيليات قربه من أيوب ﵇ وغيره من الأنبياء ﵈ ولفظه - الذي ساقه البغوي - أنه أضله غمام ثم نودي: يا أيوب، أنا الله، يقول: أنا قد دنوت منك، أنزل منك قريبًا. لكن الإسرائيليات إنما تذكر على وجه المتابعة، لا على وجه الاعتماد عليها وحدها، وهوـ ﷾ قد وصف نفسه في كتابه وفي سنة نبيه ﷺ بقربه من الداعي وقربه من المتقرب إليه، فقال ﵎: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: ١٨٦] .
وثبت في [الصحيحين] عن أبي موسى، أنهم كانوا مع النبي ﷺ في سفر، فكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير، فقال: " أيها الناس، ارْبعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصَمَّ ولا غائبًا، إنما تدعون سميعًا قريبًا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عُنُق راحلته ". وفي الصحيحين عن النبي ﷺ: " يقول الله تعالى: من تَقَرَّبَ إلىّ شبرًا تقربت إليه
1 / 103