شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

أبو شامة ت. 665 هجري
76

شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

محقق

جمال عزون

الناشر

مكتبة العمرين العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م

مكان النشر

الشارقة/ الإمارات

وَقَالَ القَاضِي عِيَاض: " وَهَذَا الغط من جِبْرِيل لَهُ ﵉ شغل لَهُ عَن الِالْتِفَات إِلَى شَيْء من أَمر الدُّنْيَا، وإشعار بالتفرغ لما أَتَاهُ بِهِ، وَفعل ذَلِك ثَلَاثًا فِيهِ تَنْبِيه على اسْتِحْبَاب تكْرَار التَّنْبِيه ثَلَاثًا، وَقد اسْتدلَّ بِهِ بَعضهم على جَوَاز تَأْدِيب الْمعلم للمتعلمين ثَلَاثًا ". قَالَ: " وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان: وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك ليبلو صبره، وَيحسن تأديبه، فيرتاض لاحْتِمَال مَا كلفه من أعباء النُّبُوَّة، وَلذَلِك كَانَ يَعْتَرِيه مثل حَال المحموم، وتأخذه الرحضاء، أَي البهر والعرق - قَالَ -: وَذَلِكَ يدل على ضعف الْقُوَّة البشرية، والوجل لتوقع تَقْصِير فِيمَا أَمر بِهِ وَخَوف أَن يَقُول غَيره ". قلت: وَقد ذكرنَا كَلَام الْخطابِيّ فِي ذَلِك وَكَلَام السُّهيْلي قريب مِنْهُ فَإِنَّهُ قَالَ: وَكَانَ ذَلِك إِظْهَار للشدة وَالْجد فِي الْأَمر وَأَن يَأْخُذ الْكتاب بِقُوَّة وَيتْرك الأناة فَإِنَّهُ أَمر لَيْسَ بالهوينى.

1 / 118