شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

أبو شامة ت. 665 هجري
72

شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

محقق

جمال عزون

الناشر

مكتبة العمرين العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م

مكان النشر

الشارقة/ الإمارات

ملك كَمَا قَالَ بعد ذَلِك لِخَدِيجَة: " لقد خشيت على نَفسِي " كَمَا سَيَأْتِي بَيَانه وَذكره. الْمَعْنى الثَّانِي: أَن يكون مَعْنَاهُ: إِنِّي لَا أحسن الْقِرَاءَة، أَي لم أكن قطّ قَارِئًا للكتب وَلَا تعلمت مَا أقرؤه عَن ظهر قلب. وَفِي حَدِيث مُعْتَمر بن سُلَيْمَان عَن أَبِيه فَقَالَ نَبِي الله ﷺ - وَهُوَ خَائِف يرعد -: " مَا قَرَأت كتابا قطّ، وَمَا أحْسنه، وَمَا أكتب، وَمَا أَقرَأ، فَأَخذه (جِبْرِيل) فغته غتا شَدِيدا ثمَّ تَركه فَقَالَ لَهُ: اقْرَأ، فَقَالَ مُحَمَّد ﷺ: مَا أرى شَيْئا أقرؤه، وَمَا أَقرَأ، وَمَا أكتب ". أخرجه الْحَافِظ أَبُو نعيم فِي " دلائله "، فَهَذَا يدل على هَذَا الْمَعْنى الَّذِي ذَكرْنَاهُ ثَانِيًا. وَوَقع فِي حَدِيث عبيد بن عُمَيْر: " مَا أَقرَأ " وَهَذَا يحْتَمل أَن يكون نفيا وَأَن يكون استفهاما كَمَا ذكره القَاضِي، ويرجح كَونه نفيا رِوَايَة " الصَّحِيحَيْنِ ": " وَمَا أَنا بقارئ " على مَا بَيناهُ من المعنين، ويرجح كَونه استفهاما أَنه قَالَ فِي هَذِه الرِّوَايَة فِي الْمرة الثَّالِثَة: " قلت: وَمَا أَقرَأ مَا أَقُول ذَلِك إِلَّا افتداء مِنْهُ أَن يعود لي بِمَا صنع بِي ". وَفِي " مغازي مُوسَى بن عقبَة ": " فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل: اقرأه، فَقَالَ: كَيفَ أَقرَأ؟ قَالَ: ﴿اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق﴾ ".

1 / 114