شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

أبو شامة ت. 665 هجري
57

شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

محقق

جمال عزون

الناشر

مكتبة العمرين العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م

مكان النشر

الشارقة/ الإمارات

عَلَيْهِم بأعمالهم ذنوبا، فَمَعْنَى " يَتَحَنَّث " يفعل فعلا يخرج بِهِ من الْحِنْث. وَأما مَا وَقع فِي الحَدِيث من تَفْسِير التحنث بالتعبد فَهُوَ تَفْسِير على الْمَعْنى من غير نظر إِلَى اشتقاق اللَّفْظ. وَأما التحنف بِالْفَاءِ فَقَالَ السُّهيْلي: " هُوَ من بَاب التبرر لِأَنَّهُ من الحنيفية دين إِبْرَاهِيم ﵇، وَإِن كَانَت الْفَاء مبدلة من الثَّاء فَهُوَ من بَاب التقذر والتأثم وَهُوَ قَول ابْن هِشَام، وَاحْتج بجدث وجدف ". وَفِي " شرح أبي عبد الله بن الْحَافِظ إِسْمَاعِيل " قَالَ: وَسُئِلَ ابْن الْأَعرَابِي عَن قَوْله: يَتَحَنَّث - يَعْنِي فِي هَذَا الحَدِيث - فَقَالَ: لَا أعرفهُ، وَسَأَلت أَبَا عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَنهُ؟ فَقَالَ: لَا أعرف يَتَحَنَّث إِنَّمَا هُوَ يتحنف من الحنيفية، وَقَوْلهمْ أَي تجنب الْإِثْم وَتَركه، وَمِنْه مَا فِي " الصَّحِيح " من حَدِيث أنس قَالَ: " فَأخْبر بهَا معَاذ عِنْد مَوته تأثما ".

1 / 99