157

شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

محقق

جمال عزون

الناشر

مكتبة العمرين العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م

مكان النشر

الشارقة/ الإمارات

تَفْسِير معنى الْعَرْش فِي الْحَدِيثين الْمُتَقَدِّمين وَأَنه كالكرسي والسرير وَلَيْسَ بعرش الرَّحْمَن الْعَظِيم قَالَ الله تَعَالَى: ﴿وَلها عرش عَظِيم﴾، قَالَ أهل اللُّغَة: الْعَرْش السرير، وَقيل: سَرِير الْملك. قَالَ: " وَفِي هَذَا الحَدِيث وَشبهه تَحْقِيق الْعلم بتصور الْمَلَائِكَة على صور مُخْتَلفَة، وإقدار الله لَهُم على التَّرْكِيب فِي أَي شَيْء شَاءُوا من صور بني آدم وَغَيرهَا، وَأَن لَهُم صورا فِي أصل خلقهمْ مَخْصُوصَة بهم، كل مِنْهُم على مَا خلق عَلَيْهِ وشكل ". قَالَ الْحَافِظ أَبُو نعيم فِي " دلائله ": " وَجمع مَا تقدم ذكرنَا لَهُ من هَذِه الْأَخْبَار دَاخل فِي المعجزات، وَجرى الْأَمر فِيهِ مُرَتبا فأوله مَا كالن ﵇ يرَاهُ فِي مَنَامه كَمَا روته عَائِشَة: " أول مَا بُدِئَ بِهِ الرُّؤْيَا الصادقة ". إِذْ الرُّؤْيَا الصادقة جُزْء من أَجزَاء النُّبُوَّة فَكَانَت الرُّؤْيَا الَّتِي تجئ مثل فلق الصُّبْح مُقَدّمَة للنبوة، ثمَّ وَجب أَن يكون ﵇ عَالما بِمن يَأْتِيهِ فَكَانَ التخلي والتوحد فِي الْجبَال والغيران محببا لَهُ لوُقُوع تراءي الْملك لَهُ خَالِيا، وليقع لَهُ ﵇ الْمعرفَة بِمن يَأْتِيهِ ويناديه، فإراءه جِبْرِيل ﵇ لَهُ

1 / 199