153

شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

محقق

جمال عزون

الناشر

مكتبة العمرين العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م

مكان النشر

الشارقة/ الإمارات

فَإِن قلت: كَانَت هِيَ أول من آمن مِنْهُم. قلت: هِيَ أول من آمن على الْإِطْلَاق فَلم يبْق لقَوْله: " قبل أَن تفرض الصَّلَاة " فَائِدَة، إِلَّا أَن تقدر الْكَلَام: آمَنت قبل أَن تفرض الصَّلَاة، وَلَا تظهر فَائِدَة هَذَا الْكَلَام إِلَّا أَن يكون المُرَاد قبل شَرْعِيَّة أصل الصَّلَاة، فَحِينَئِذٍ تتبين منزلتها وَلِهَذَا جَاءَ أَنَّهَا أول من صلى. وَوَقع فِي بعض الرِّوَايَات عَن عَائِشَة ﵂ فِي حَدِيث المبعث زِيَادَة: " ثمَّ بحث جِبْرِيل فِي الأَرْض فنبع المَاء، فَعلم رَسُول الله ﷺ كَيفَ يتَوَضَّأ، فَتَوَضَّأ رَسُول الله ﷺ ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ نَحْو الْكَعْبَة ". قَالَ السُّهيْلي: " وَذكر الْحَرْبِيّ أَن الصَّلَاة قبل الْإِسْرَاء كَانَت صَلَاة قبل غرُوب الشَّمْس وَصَلَاة قبل طُلُوعهَا ". قَالَ: " وَيشْهد لهَذَا القَوْل قَوْله سُبْحَانَهُ: ﴿وَسبح بِحَمْد رَبك بالْعَشي وَالْإِبْكَار﴾ يَعْنِي فِي سُورَة غَافِر ". قَالَ: " وَقَالَ يحيى بن سَلام مثله ". وَقَالَ: " كَانَ الْإِسْرَاء وَفرض الصَّلَوَات الْخمس قبل الْهِجْرَة بعام، وَقيل: بعام وَنصف، وَقيل: كَانَ بَعْدَمَا نبئ بِخَمْسَة أَعْوَام ".

1 / 195