شرح فصول أبقراط للكيلاني

الكيلاني ت. 750 هجري
70

شرح فصول أبقراط للكيلاني

139

[aphorism]

* قال أبقراط الحكيم (1082) : ما كان من الأوجاع التي تعرض في البطن أعلى موضعا فهو أخف وما كان منها ليس * كذلك (1083) فهو أشد.

[commentary]

يعني ما كان من الأوجاع التي تكون أعلى موضعا * أي أقرب (1084) إلى الجلد وأميل إلى الظاهر ويرى أثره في * السطح (1085) الظاهر من البطن فهو يكون أخف وجعا PageVW1P077A وأسرع برءا لأنه يدرك بالحس ويحس بالبصر. وما * كان (1086) على هذه الصفة من الخراجات والأورام والدملات تكون أقبل علاجا وأسهل تداركا من التي كانت غائرة وفي عمق الجوف بحيث لا يدرك بالجس والحس واعلم أن جميع * الأحشاء (1087) الملفوفة في الغشاء منبت غشائها من أحد غشائي الصدر والبطن المستبطنين إما في الصدر كالحجاب والرية والأوردة والشريانات PageVW0P112A فمنبت أغشيتها من الغشاء المستبطن للأضلاع. وأما في الجوف من الأعضاء والعروق فمنبت أغشيتها من الصفاق المستبطن لعضل البطن. وإنما عنى بالأعلى والأسفل في العمق لا في الطول من البدن والحد بين الأعلى والأخفض هو هذا الصفاق، يعنى إذا كان الوجع في الأعضاء التي في داخل الصفاق، فهو أعسر برءا وأشد وجعا مما كان خارجا عنه.

140

[aphorism]

* قال أبقراط (1088) : برد الأطراف من الوجع الشديد فيما يلى المعدة رديء.

[commentary]

برد الأطراف قد يكون لتراجع الحرارة الغريزية إلى الانغمار والانطفاء بسبب كثرة المادة المستولية عليها سيما لو كانت باردة وملاقات ما يبرد بالفعل وشدة شد الأطراف، وإدامتها فإنها تبرد أيضا * لسد (1089) طريق الحرارة، وقد يكون لفرط الاستفراغ الذي وقعت في البدن وكثرة تحليل الحرارة الغريزية والروح وضعفه عن الانتشار إلى الأطراف ولأنه لقلته لا يصل الأطراف. ويعني برد الأطراف الذي يحدث PageVW1P077B عن الوجع الشديد في الجوف أو لورم عظيم في الأحشاء فترسل الطبيعة المدبرة الدم PageVW0P112B والحرارة الغريزية إلى الموضع الوجع ويجتمع في الأحشاء ليلا في عضو المأوف ودفع الأذى عنه فتخلو الأطراف عنها وتبرد. أو لأن في كل عضو قوة جاذبة والحرارة تعينه * على (1090) الجذب وذلك لأن الجذب على ثلاثة وجوه لأنه إما أن يكون بفعل القوة الجاذبة وإما باضطرار الخلاء وإما * بالحرارة (1091) . وأعني باضطرار الخلاء أن سطوح الأجسام متلازمة، فمتى انجذب جسم يلزم بانجذابه انجذاب الجسم الآخر لضرورة الملازمة. وأما الانجذاب بالحرارة يرجع أيضا إلى اضطرار الخلاء * فلأن (1092) شأن الحرارة تفريق المختلفات ثم تصعيد اللطيف منها فإذا تصعد جزء انجذب إلى مكانه جزء آخر لضرورة الخلاء، وإذا ثبت * أن (1093) الحرارة جذابة فالموضع الوجع المتسخن تحلل ما يصل إليه من الدم ويجذب مكانه الدم الآخر باضطرار الخلاء، فهكذا يجذب الدم من الأطراف إلى الجوف وتبرد الأطراف.

صفحة غير معروفة