شرح فصول أبقراط للكيلاني

الكيلاني ت. 750 هجري
48

شرح فصول أبقراط للكيلاني

[aphorism]

* قال أبقراط (746) : من دام به التفزع وخبث النفس زمانا طويلا فعلته سوداوية

[commentary]

التفزع وخبث النفس من الأعراض اللازمة لأصحاب المالنخوليا، والمالنخوليا هو * تغير (747) الظنون والفكر عن المجرى الطبيعي إلى الفساد وإلى الخوف ولرداءة مزاج السوداوي يوحش * روح الدماغ من داخل ويفزعه بظلمته كما تفزع وتوحش (748) الظلمة الخارجة، على أن مزاج * البارد اليابس (749) مناف للروح مضعف * إياه (750) . وإنما * يقال (751) مالنخوليا * لما (752) كان حدوثه عن سوداء غير * محرقة (753) وسببه إما أن يكون في الدماغ نفسه وإما من خارج الدماغ والذي في الدماغ نفسه فإما أن يكون من سوء مزاج بارد يابس بلا مادة تثقل جوهر الدماغ بتغليظه وتغير مزاج الروح النير إلى الظلمة، وإما أن يكون مع مادة سوداوية أو بخارات سوداوية غالبة على الدماغ فأظلمت الروح النفساني. فيعرض الخوف والحزن. يقول مهما هجم على المرء * هذان العارضان (754) ولم يعرف سببهما، وطال PageVW0P086A زمانهما فاعلم أنه سيقع في المالنخوليا أو مرض آخر سوداوي كالجنون والجذام.

95

[aphorism]

* قال أبقراط رحمه الله (755) : من أصابه الصرع قبل نبات الشعر في العانة فإنه يحدث له انتقال، فأما إذا عرض له وقد آتى عليه من السنين خمس وعشرون سنة فإنه يموت وهو به.

[commentary]

يعني الصرع البلغمي، وهو علة تمنع الأعضاء النفسية عن أفعالها، وسببه سدة تعرض في بعض بطون الدماغ ومجاري الأعصاب المحركة للأعضاء من خلط غليظ أو لزج أو كثير، فتمتنع الروح PageVW1P058A عن السلوك فيها سلوكا طبيعيا، فمتى حدث للمراهقين من * الصبيان (756) الصرع البلغمي وانتقلوا في السن إلى البلوغ حدث لهم كمال عظيم وتغيروا في مزاجهم من حال إلى حال آخر، وظهر فيهم حرارة نارية تصعد منها بخار دخاني ينعقد منه الشعر وصاروا أحر وأيبس مزاجا من الصبيان الغير البالغين، وانقطع منهم سبب الصرع، وهو رطوبة مزاجهم وتولد البلغم في أبدانهم، فبرؤوا من الصرع، أو لأن القلب والكبد والدماغ تتقاوم وتتنازع في دفع أذى * البعض للبعض (757) ، فهما بلغ الشخص وفاز القلب والكبد بحرارة الشباب استولت حرارتهما على الدماغ ومنعت أن يرتكم ويجتمع فيه البلاغم المسددة بالتحليل. PageVW0P086B وأما إذا عرض له بعد نبات الشعر في العانة وبعد البلوغ فلو لم يعالج فإنه يكون * مصروعا (758) طول * حياته (759) ولم يبرأ برءا تاما إلى أن يموت.

96

صفحة غير معروفة