[aphorism]
* قال أبقراط الحكيم رحمه الله (655) : وأما الشتاء PageVW1P050B فيعرض فيه ذات الجنب وذات الرئة والزكام والبحوحة والسعال وأوجاع الجنبين والقطن والصداع والسدر والسكات.
[commentary]
متى امتلأ الدماغ في الشتاء من الفضلات الرطبة والبلاغم الغليظة بعد كثرة تناول الفواكه الفجة الرطبة أو غير الفجة عند الخريف وانعدم تحللها في برودة الشتاء بل احتقنت واحتبست في الدماغ وازداد غلظها فيه ولم يرتق من شؤون الدماغ لانسداد مسامها بسبب صدمة الهواء البارد حدث الصداع، * وإن استحكمت (656) وزادت كمية حدث السدر، وهو حالة تبقي للإنسان مع حدوثها باهتا ويجد في رأسه ثقلا عظيما وفي أذنيه طنينا. وإن وقعت بسبب غلظها ولزوجتها سدة كاملة في مجاري الروح وبطونه الشريفة حدثت السكتة، وهي تعطل الأعضاء عن الحس والحركة جميعا بسبب امتناع سلوك الروح في مسالكه. فأما إن انصبب إلى الرئة * وتحيرت (657) في خلخلتها * حدثت (658) ذات الرئة، وهو ورم فيها من نزله ينصب من الرأس، وربما كان بسبب * ذات (659) الجنب أو الذبحة على سبيل الانتقال. وإن دفعتها الطبيعة إلى المنخرين حدث الزكام. وإن انصبت إلى قصبة الرئة حدثت البحوحة * والسعال (660) ، وهو حركة PageVW0P077B تدفع بها الطبيعة الأذى عن الرئة والأعضاء التي تتصل بها. وإن انحدرت إلى الجنبين أو القطن * على سبيل دفع الطبيعة (661) ومنعها الهواء البارد عن التحليل والخروج عن البدن ظهر الوجع في الجنبين والقطن لسوء مزاج PageVW1P051A مادي فيها.
83
[aphorism]
* قال أبقراط الحكيم (662) : * الرياح الجنوبية (663) تحدث ثقلا في السمع وغشاوة في البصر وثقلا في الرأس * وكسلا واسترخاء، فعند قوة هذه الريح وغلبتها تعرض هذه الأعراض. وأما (664) الشمال، فتحدث السعال والحلوق والبطون اليابسة وعسر البول والاقشعرار ووجعا في الأضلاع والصدر. * فعند (665) غلبة هذه الريح وقوتها ينبغي أن تتوقع حدوث هذه الأعراض.
[commentary]
واعلم أن الرياح الجنوبية حارة رطبة. أما حرارتها فلأنها تهب من جانب خط الاستواء والحر يوجد مفرطا في هذه * البقاع (666) من جهة * أن الشمس (667) تسامتها في السنة دفعة ودفعتين. وأما رطوبتها فلأن هذا الجانب منها كثير البحار فتبخر عنها الشمس أبخرة رطبة فتستصحبها الرياح. فلما كانت الجنوبية في أكثر البلاد حارة رطبة ولأنها تأتينا من * الجهة (668) الحارة والبحار المتسخنة PageVW0P078A الجنوبية عنا والشمس تهيج عنها أبخرة كثيرة تخالط الرياح فصارت الجنوبية مرخية بسبب ترطيبها وكثرة بخاراتها الرطبة ومضعفة للقوى لإرخاء محالها ومبادئها ولانسداد مسالك الأرواح التي هي مركب لها بسبب انطباق مسالكها * لاسترخاء (669) عرضت لها أو يضعفها بسبب تحليل الأرواح والحرارة الغريزية التي * هي (670) آلة للقوى في أفعالها وبسبب تفتيحها المسام بحرارتها تملأ البدن رطوبات كدرة وتذيب الرطوبات وترخي الأعضاء وتثقل بتصاعد البخارات الرطبة الرأس والحواس وآلات السمع * وتظهر (671) بسبب الأبخرة الكدرة التي تخالط الروح الباصرة وتحيل بينه وبين الجليدية غشاوة في البصر. وبسبب استرخائها الأعصاب تحدث كسلا وعسر حركة في البدن، وتحدث الحميات العفينة لتعفينها الأخلاط بالحرارة والرطوبة. PageVW1P052A وأما إفسادها * القروح (672) * وتنقيصها (673) الباه بسبب ترطيبها الأعصاب وتحليلها الأرواح. وأما الشمال فباردة يابسة. أما برودتها فلأنها تهب من جانب قطب الشمال، وهذه الناحية أبرد النواحي لأن الشمس لا تسامتها * أصلا (674) ولكثرة الثلوج والمياه الجامدة فيها. وهو يقوي ويشد ويمنع السيلان PageVW0P078B الظاهرة ويسدد المسام بسبب شدة البرد ويحدث السعال بسبب ما ينحدر من الدماغ إلى قصبة الرئة وآلات التنفس والحلوق إلى النزلات المتحلية إلى الحلق. وتحدث البحوحة لبرودة الهواء الذي يصيب الرئة والصدر وآلات التنفس العصبانية العديمة الدم والحرارة القوية المقاومة للبرد فيؤذيها بالبرودة وتصلبها ولا يمكن الاحتراز عنها لضرورة * التنفس (675) . وأما البطون اليابسة لغوص الحرارة الغريزية إلى الباطن واحتقانها فيجفف الأثقال ويبطئ نزولها أو لأن الحرارة تجتمع في الباطن ويجود الهضم والاتسمرار ويجذب الكبد والأعضاء رطوبات الغذاء جذبا قويا فيجف الثفل. وأما عسر البول لأن المثانة عصبانية باردة بالطبع فورود صدمة الهواء البارد يضرها ويزيدها برودة فيسوء مزاجها، فيحدث عسر البول، أو لأن البرودة تشد فم المثانة فلا يخرج بسهولة. والاقشعرار يحدث لبرودة الهواء المزاحمة للأعضاء العصبانية أو لاحتباس الكيموسات الرديئة اللذاعة PageVW1P052B بين اللحم والجلد ووجع الأضلاع. والصدر * يكون لاحتقان البخارات والمواد فيها لبرودة الهواء الوارد على (676) الصدر والأضلاع العصبانية العظامية بالتنفس فيؤذيها بالكيفية الباردة. PageVW0P079A
84
صفحة غير معروفة