174

الشرح: لما اشتمل الفصل المتقدم على ذكر أحد أنواع الاختناق الردئ الدال على الموت، ذكر في هذا نوعا آخر من تلك النواع. وهذا الاعوجاج قد يكون لأجل إفراط اليبس المجفف ، فيتشنج العصب ويتعوج العنق، ومثل هذا اليبس يلزمه -لا محالة- عسر حركة أعضاء الازدراد وأعضاء النفس أيضا، ويدل على موت لدلالته على فناء الرطوبات الأصلية. وقد يكون لزوال فقرة بسبب ورم عظيم ممدد للرباطات، وإنما يكون ذلك بأن يكون ذلك الورم في العضلات التي في داخل المرئ أو في نفس المرئ، بحيث لا B يظهر للحس، لأن هذا الموضع يشارك الأغشية التي تحيط بالنخاع والنخاع نفسه بعصب وأربطة كثيرة؛ ومثل هذا العرض الذي لزمه قتال لامحالة. وأما لو كان الورم من خارج أو في مثل هذا اللوزتين، بحيث يظهر للحس، لم يلزم ذلك. قوله: من اعترته حمى: قال جالينوس: إن عادة أبقراط إذا قال مثل هذا أراد به الحمى الشديدة. وأما إذا أراد مطلق الحمى قال: من كانت به حمى، أو ما يشبه ذلك. قوله: وليس في حلقه انتفاخ: أي ورم، لأن ذلك إن كان عن اليبوسة فظاهر، وإن كان عن ورم فيكون كأنه يقول: وليس في حلقه انتفاخ يظهر للحس.

تم الجزء الأول من شرح فصول أبقراط، شرح الفقير إلى الله علي بن أبي الحرم القرشي المتطبب، يتلوه في الذي يليه: قال أبقراط: العرق يحمد في المحموم إذا ابتدأ في اليوم الثالث، أو في اليوم الخامس.

وبالله التوفيق والمعونة.

صفحة غير معروفة