بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر قال الشيخ الإمام العالم العلامة وحيد دهره وفريد عصره، علي بن أبي الحرم القرشي، المعروف بابن النفيس: لكل زمان مقال، والفاضل جالينوس قد شرح كتاب الفصول لإمام هذه الصناعة أبقراط شرحا كشف أسراره، وأفاض على ملتمسي هذا الفن أنواره، لكنه اعتمد على فطانة مشتغلي أهل زمانه في مواضع ظاهرة فقصد فيها الاختصار، وخصوصا بيان ترتيب كل فصل في موضعه ومناسبته لما يحتف به، فظن بعض من جاء بعده وعسر عليه فهمه أن ذلك لعدمه الترتيب، حتى بالغ في التحذلق قادحا فيه فقال: إنه عديم الضبط، كثير الخبط. فأحببت أن أكتب في ذلك من المباحث ما أظهر به محاسنه، وأثير دفائنه، وأنا أسأل الله المعونة على ذلك وألتمس A من الأصدقاء الذين من أهل المعرفة أن لا يبادروا فيما خالفت فيه المشهور بالنقض (1) والإبطال دون المراجعة والتأمل الخالي عن سوء الظن بالزمان وأهله، فالاعتبار بما قال لا بمن قال. وقد جرت عادة الشراح أن يفتتحوا كتب الشروح بتطويلات في مدح تلك الصناعة ومدح الكتاب الذي يشرح، وقد رأيت أن لا أضيع الزمان فيها.
المقالة الأولى من كتاب الفصول لأبقراط
[aphorism]
قال أبقراط: العمر قصير، والصناعة طويلة، والوقت ضيق، والتجربة خطر، والقضاء عسر، وقد ينبغي لك أن لا تقتصر على توخي فعل ما ينبغي دون أن يكون ما يفعله المريض ومن يحضره كذلك والأشياء التي من خارج.
[commentary]
صفحة ٣