[aphorism]
قال أبقراط (259): إذا أصاب المطحول اختلاف دم فطال به، حدث به استسقاء PageVW2P158B أو زلق الأمعاء، وهلك.
[commentary]
الشرح (260): طول زمان اختلاف الدم بالمطحول يمنع أن يكون الخارج من الطحال، وإلا كان يزول الورم وينقطع الدم في مدة يسيرة، وذلك رديء لا محالة. ولأن كل واحد من ورم الطحال واختلاف الدم مضعف للأعضاء الهاضمة، وذلك مؤد إما إلى الاستسقاء إن كان أكثره لضعف في الكبد، أو إلى زلق الأمعاء إن كان أكثره لضعف (261) في المعدة.
[aphorism]
قال أبقراط (262): من حدث به تقطير البول، القولنج المعروف بإيلاوس، وتفسيره المستعاذ منه، فإنه يموت في سبعة أيام، إلا أن يحدث به حمى فيجري منه بول كثير.
[commentary]
الشرح (263): إيلاوس مغص عن سدة في الأمعاء الدقاق، ويقال له قولنج PageVW0P173A تجوزا، ويعسر معه خروج الرجيع جدا، حتى مع الحقن القوية والأدوية الشديدة التليين والإسهال، ويؤول أمر صاحبه PageVW2P159A إلى قيء الرجيع واختلاط الذهن والموت؛ ومعنى حدوثه من تقطير البول أنه يحدث عن سببه، وأسباب تقطير البول الممكن فيها ذلك هي (264): أورام (265) المثانة، أو الكلى، أو أحد الأمعاء الغلاظ، أو طرف الدبر. أما إيجاب ورم الكلى للتقطير (266) إذا تقيح فقد قررناه، وأما إيجابه له PageVW1P087B بدون التقيح فلأنه إذا كان حارا جدا أحد البول فلا تقوى (267) المثانة على جمعه، بل تخرجه أولا فأولا. وأما إيجاب باقي الأورام الذي ذكرناها له (268)، فقد ذكرنا كيفيته. وأما إيجاب (269) ذلك لإيلاوس: أما ورم الكلى فظاهر بمزاحمته المعا (270)، فيمنع خروج الثفل، وذلك إذا كان الورم عظيما جدا، وإذا كان مع ذلك حارا، كان منعه أشد بسبب تجفيفه الثفل. وأما باقي تلك الأورام فإنها وإن كانت بعيدة عن الأمعاء الدقاق، فلا يمنع أن يكون الثفل إذا تعذر خروجه PageVW2P159B من الغلاظ لم يندفع إليها من الدقاق فيحتبس فيها ويجف، خصوصا * إذا كانت الكبد حارة PageVW0P173B مجففة له وخصوصا (271) إذا كان الغذاء القريب العهد يابسا، أو الزمان (272) خريفا ، فيتسارع (273) الجفاف إلى ما في (274) الأمعاء الدقاق قبل الأمعاء (275) الغلاظ، وحدث القولنج الحقيقي، وإذا كان كذلك وجب أن يموت في سبعة أيام، لأن إيلاوس وحده يقتل في هذه المدة، فكيف الكائن مع تقطير البول أو ورم الأحشاء. قوله: "إلا أن يحدث به حمى، فيجري منه بول كثير" وربما قيل: إن هذا يدل على أن الحمى لم تكن أولا موجودة، وذلك ينافي ما قلتم، فإن أورام تلك الأعضاء يلزمها حمى. فنقول: حدوث حمى لا ينافي أن يكون هناك حمى أخرى (276) موجودة (277) ومراده بهذه الحمى * الكائنة ما يحدث عند انفجار الأورام الباطنة، وذلك أن أورام الأحشاء إذا تم تقيحها سكنت سورة الحمى الكائنة (278) معها، فإذا انفجرت عرض له نافض للذع PageVW2P160A المدة (279)، ثم يعرض (280) بعده حمى بحرارة (281) المدة، وإذا حدثت هذه دلت على انفجار الورم (282)، ويلزم ذلك (283) بول كثير بخروج (284) ما كان احتبس من المائية (285) بمزاحمة الورم وبما يندفع مع (286) البول من القيح، وحينئذ يمكن PageVW0P174A برء إيلاوس لزوال سببه.
صفحة غير معروفة