[commentary]
الشرح (160): ينبغي أن لا يستعمل البارد إلا في هذه المواضع المعدودة، لأنه بذاته مضاد لأفعال الحياة، وإنما يحدث عنه فيما يقع بالعرض كما في التمدد. ومن هذه * المواضع التي يقع فيها نفع بالعرض (161)، * المواضع التي يجري منها (162) الدم، أو هو مزمع بأن يجري منها، أما التي يجري منها الدم، فكالأنف عند الرعاف، والمقعدة عند انفتاح أفواه العروق، واللثة عند سيلان دمها (163) وعند قيء الدم ونفثه. وأما الذي هو مزمع بأن يجري منها، فكهذه الأعضاء إذا كانت شديدة الاستعداد لسيلان الدم. [TH2 120b] والبارد ينفع من ذلك بتكثيفه العضو وتغليظه الدم، فلا يسهل نفوذه. وينبغي أن لا يستعمل في نفس الموضع الذي يجري منه الدم، أما إن (164) كان هناك قرحة فظاهر، وأما إذا لم يكن كذلك PageVW0P135A فلأن البارد حينئذ لا يحبس الدم عن ذلك الموضع، بل يجمده (165) فيه فيسود؛ لكن ينبغي أن يستعمل حوله من حيث يجيء، أي من الجهة التي يسيل منها الدم إلى ذلك الموضع، فإن لم تعرف تلك الجهة فمن جوانب ذلك الموضع كلها. ومن هذه المواضع أيضا: "ما كان من الأورام الحارة والتلكع مائلا إلى الحمرة ولون الدم الطري" والتلكع هو (166) الورم الذي يعلوه شبه حرق النار، كالنار الفارسية (167)، وإنما ينفع البارد هذه بشرطين: أحدهما: أن تكون مائلة إلى الحمرة ولون الدم الطري، وهو (168) الحمرة الصافية، لأنها إنما تكون كذلك إذا كانت مادتها شديدة الحرارة، لطيفة، والبارد يعدل كيفيتها PageVW2P121A PageVW1P068A وقوامها. وثانيهما: أن يكون ذلك في الابتداء، حيث يجب الردع، أما بعد ذلك فلا يجوز لأمرين: أحدهما: أن الواجب حينئذ استعمال المحلل، والبارد يمنع التحليل (169). وثانيهما: أن الدم يكون حينئذ قد عتق واستعد للجمود، والبارد يجمده. "فيسود الموضع" PageVW0P135B أي يكمد ويميل إلى السواد. ومن هذه المواضع، الورم الذي يسمى الحمرة، لأن مادته شديدة الحدة، وإنما ينبغي أن يفعل ذلك إذا لم يكن معه قرحة، لأن ما كان (170) معه قرحة فهو يضره لأن البارد لذاع للقروح؛ وكذلك ما دام (171) في الابتداء، وإن (172) استعمل بعد ذلك ضر بما قلناه أولا.
[aphorism]
قال أبقراط (173): إن الأشياء الباردة مثل الثلج والجمد (174) ضارة للصدر، مهيجة للسعال، جالبة لانفجار الدم والنزل.
[commentary]
الشرح (175): يريد بالأشياء الباردة، الأشياء الباردة (176) جدا، كالجمد، وهذه تضر بالصدر لأن أعضاءه باردة. وتهيج السعال PageVW2P121B لإضرارها بقصبة الرئة، وتجلب انفجار الدم لفرط تكثيفها للعروق، حتى ينعصر الدم ويخرج (177) من فوهاتها (178). وأما جلبها للنزل فلإضرارها بالرأس لبرده، فيشتد برده، حتى يحيل ما يتصعد إليه من [C5DK4 136a] الأبخرة مائية وتسيل نزله. ومعنى قوله: "في الثلج" أنه بارد، أي (179) أنه كذلك بالفعل، لكنه إذا فارقه ذلك البرد سخن سخونة ظاهرة كما بيناه في كثير من كتبنا.
[aphorism]
قال أبقراط: الأورام التي تكون في المفاصل، والأوجاع التي تكون من غير قرحة، وأوجاع أصحاب النقرس (180)، أصحاب الفسخ (181) الحادث في المواضع العصبية، وأكثر ما أشبه هذه (182)؛ إذا صب عليها ماء بارد كثير سكنها وأضمرها وسكن الوجع بإحداثه الخدر، والخدر أيضا (183) اليسير يسكن الوجع (184).
صفحة غير معروفة