248

في الصلة وهو أنه لما تكلم في علل حدوث (474) الخراج والكلال في المفاصل في الحمى PageVW5P050A الطويلة ذكر علة حدوثه فيمن قد انتشل من مرضه وهو الناقه.

البحث الثاني:

قوله بعد الحمى أي بعد زوالها ومفارقتها ولا شك أنها متى زالت وفارقت وقد بقي في البدن من مادتها بقايا فإذا حصل بعد ذلك خراج أو كلال، فذلك لمادة تولدت في البدن. وذلك لا محالة يكون من التناولات إذا كانت أكثر مما ينبغي، إذ لو كانت بالمقدار الذي يجب لما تولد منها فضلة البتة.

46

[aphorism]

قال أبقراط: إذا كان يعرض نافض في حمى غير مفارقة لمن قد ضعفت قوته فتلك من علامات الموت. (475)

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث أربعة .

البحث الأول

في الصلة هذا القدر ظاهر لأن ما قبله يتضمن الكلام في الحميات وكذلك هذا الفصل. قال جالينوس: فرق بين قوله إذا كان يعرض نافض وبين قوله إذا عرض نافض فإن الأول يدل على وقوع النافض مرارا كثيرة، والثاني يدل على وقوعه مرة واحدة. والنافض إذا عرض مرة واحدة لم يتبين بعد هل يتبع ذلك هلاك أم بحران محمود بخلاف ما إذا حصل مرارا كثيرة والحمى لا تقلع فإنه رديء لأنه إن كانت القوة قوية فهو ليس بمحمود لأنه بزعزعته يضعفها وإن حصل معه إسهال من غير أن يفارقه فهو أقوى في الرداءة لأنه يدل على أن الاستفراغ من غير النوع الموجب للمرض ففي مثل هذه الصورة تنحل قوة المريض من الوجهين جميعا. وإن كانت ضعيفة أسقطها في حاضر الوقت. أقول: المفهوم من هذا الكلام أنه لما كان النافض الحادث مرة واحدة لا يلزم من حدوثه ضعف القوة. والحادث مرارا يلزم ذلك عبر بعبارة تدل على أن مراده PageVW5P050B بذلك الحادث مرات. فقال إذا كان يعرض نافض في حمى غير مفارقة.

صفحة غير معروفة