شرح فصول أبقراط
تصانيف
وما أشبهها في اللحم لأبل الأذى العارض في الأسنان أشد من الأذى العارض من * السلي (1413) ، لأن السلي ساكن ثابت في الموضع الذي * انتشقت (1414) فيه منذ أول الأمر والأسنان لا تزال * تسعي (1415) وتثقب ما دامت في * النشوء (1416) . وأما الحمى فسببها الألم الحاصل من نبات الأسنان. وأما التشنج فقال ابن أبي صادق: عنى به التواء العصب بسبب كثرة اضطرابهم وحركاتهم. أقول: وقد يعرض لهم التشنج الامتلائي سريعا، وذلك لضعف عضلاتهم * وأعصابهم (1417) وتوفر موادهم. وقد يعرض لهم تشنج يابس، وذلك بسبب تجفيف الحمى لرطوباتهم وتحليلها * لها (1418) لا سيما ورطوباتهم قابلة * للتحلل (1419) بسرعة للطافتها، غير أن حدوث هذا النوع من التشنج يكون نادرا جدا، ومتى حصل كان رديئا لدلالته على قوة السبب. وأما الاختلاف فالمراد به الإسهال، وسبب عروضه للصبيان أمور خمسة: أحدها كثرة ما يمتصون من الفضول القيحية من لثاتهم عند نبات PageVW3P297B الأسنان؛ وثانيها قوة المهم * من (1420) نبات الأسنان فتشتغل الطبيعة عن * الالتفات (1421) إلى جانب الهضم فيعتريهم الإسهال؛ وثالثها كثرة ما يتناولون من اللبن وقواهم الماسكة ضعيفة لغلبة الرطوبة فتفجر عن مسكه فتخرج بالإسهال؛ ورابعها لفساد الهضم الذي يعتريهم على ما عرفت فتنفر المعدة والمعاء منه فيتشمران لدفعه؛ وخامسها اشتغال الطبيعة بتكوين العضو * عن (1422) إجادة الهضم. وقوله «لا سيما إذا نبتت له الأنياب» لأنها أعظم فيكون ضررها أكثر.
البحث الثاني:
قوله * «وللعبل (1423) من الصبيان ولمن * كان (1424) منهم * بطونه (1425) معتقلة» تارة يفهم من ذلك أن الضمير * فيه (1426) عائد إلى التشنج أي أن أكثر ما يعتري التشنج لمن كان منهم عبل البدن وبطنه معتقلة، وذلك لتوفر رطوباتهم واحتباس فضولهم، وتارة يفهم من ذلك أنه عائد * إلى (1427) الاختلاف أي أن أكثر ما يعتري الاختلاف لمن كان عبل البدن معتقل الطبيعة، وذلك لما ذكرنا. والحق عندي أن المفهوم الثاني أصح * لأن (1428) الضمير يعود إلى أقرب * المفهومين (1429) ولا شك أن الاختلاف أقرب في الذكر إلى قوله * «وللعبل (1430) من الصبيان ولمن كان * منهم (1431) بطونه معتقلة» من التشنج. والله أعلم.
26
[aphorism]
قال * أبقراط (1432) : فإذا * تجاوز (1433) الصبي هذا السن عرض له ورم الحلق ودخول خرزة القفا والربو والحصى والحيات والدود والثآليل المتعلقة والخنازير وسائر الخراجات.
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث سبعة.
البحث الأول
في صلة هذا الفصل بما قبله: فذلك * معلوم (1434) بالضرورة، وعنى بهذا السن PageVW3P298A المدة التي بعد نبات الأسنان إلى قبل مشارفة الأنياب.
صفحة غير معروفة