قال أبقراط: من كانت لحماه نوائب ففي أي ساعة كان تركها له إذا كان أخذها له من غد PageVW0P061B ذلك اليوم (117) في تلك الساعة بعينها، فبحرانه يكون عسرا.
[commentary]
قال عبد اللطيف: اختلف الناس في معنى (118) هذا الفصل، فذهب جالينوس في معناه إلى أن تكون ابتداءات (119) النوب في أوقات واحدة بعينها، وأما انقضاء النوب فكيف كان، وهذا معنى قوله: "ففي أي ساعة كان PageVW3P071A تركها له" أي لا ينال بزمان الترك إذا اتفقت في ابتداءات الأخذ واختلفت (120)في أزمنة الترك. مثاله: أن تكون ابتداءات (121) النوب في الساعة الثالثة من أول نهار النوبة، غبا كانت أو ربعا أو نائبة، وإن اختلف تركها بأن تترك في اليوم الأول مثلا في الساعة السابعة، وفي النوبة الأخرى في الساعة العاشرة أو الخامسة. وقد رأي غير (122) جالينوس أن أبقراط يريد أن يكون ابتداء النوبة الثانية وقت انقضاء النوبة الأولى من اليوم الثاني مثلا، والنوبة الثالثة وقت انقضاء PageVW1P053B الثانية من غير أن تتفق في الابتداءات (123) ولا في (124) الانقضاءات (125). مثاله: أن تترك النوبة الأولى في الساعة الثانية عشرة ثم تأخذ في اليوم الثاني في الساعة الثانية عشرة بعينها وكذلك في سائر النوب. وتفسير جالينوس هو الوجه لأنه هو الذي تصححه التجربة ويوجبه القياس، فإن النوب إذا اتفقت في أزمنة ابتدائها كان أدل على أن المرض ثابت وجار (126) على ترتيب. وأما اختلاف أوقات الأخذ فيدل على أن المادة غير ثابتة ولا متمكنة، ولهذا لم تحفظ دورا واحدا بعينه، وما كان كذلك فإن انقضاءه (127) بطيء عسر PageVW2P073B يفتقر إلى معالجة قوية ومدة طويلة.
[فصل رقم 141]
[aphorism]
قال أبقراط: صاحب الإعياء في الحمى أكثر ما يخرج به الخراج في مفاصله، وإلى جانب اللحيين (128).
[commentary]
قال عبد اللطيف: الإعياء بالحقيقة هو الكائن عن التعب والحركة المفرطة، وهو ألم في المفاصل لذلك. وأما الإعياء المرضي فيقال له إعياء بغير سبب، وهو يحدث من (129) تجلب الفضول إلى المفاصل فإذا حدث هذا (130) الإعياء في الحمى دل على انصباب المادة إلى فضاء المفاصل، وهذا يدل على أن البحران بخراج يجتمع من تلك الفضول ويخرج من الأعضاء القابلة لذلك كاللحيين (131) لحرارة موضعهما (132) وكالحاجب والإبط؛ لأن هذه الأعضاء لحما رخوا قابلا للفضول.
[فصل رقم 142]
[aphorism]
صفحة غير معروفة