شرح فتح القدير
الناشر
دار الفكر
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
بيروت
والحق أنه اسم لمسح الوجه واليدين عن الصعيد الطاهر والقصد شرط لأن النية قوله أو خارج المصر يجوز كونه حالا مفردا عطفا على جملة حالية كقوله تعالى
﴿لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا﴾
وأن يكون ظرف مكان لأن خارج البلد اسم لما بظاهره من المكان ويكون عطفا حينئذ على وهو مسافر فنصبه على الظرف وهو مع المبتدأ جملة في موضع الحال أيضا إذ تقديره ولا هو خارج المصر مثل
﴿والركب أسفل منكم﴾
ورجح الأول في النهاية والظاهر أن الثانى أرجح لأن خارجا الصفة لا يصل إلى البلد إلا بواسطة الحرف كفعله
لا يقال زيد خارج البلد كما لا يقال خرجت البلد وكما لا يقال قاعد الدار بل خارج عن البلد أو منها فلا يضاف حينئذ لفصل الحرف وإسقاط الخافض سماعى ويجوز كون خارج عطفا على مسافر عطف مفرد خبر ظرف على خبر قوله لقوله صلى الله عليه وسلم التراب الخ عن أبي ذر أنه كان يعزب في إبل له وتصيبه الجنابة فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين فإذا وجده فليمسه بشرته رواه أبو داود والترمذى وقال حسن صحيح
صفحة ١٢٢