شرح الفصيح لابن هشام اللخمي
محقق
د. مهدي عبيد جاسم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م
تصانيف
فإن استعملت الاسم فهو: خصيم وخصم ودنف وحر وحري وقمين وقمن وزائر ومفطر وفاطر على من قال: فطر، وصائم وعادل ومرضي ومضاف، وتقع هذه المصادر أيضًا بمعنى المفعول، كقولهم: هذا الدرهم ضرب الأمير، أي: مضروبه، وهذا خلق الله، أي: مخلوق الله، ولبن حلب، أي: محلوب، ورجل كرع، أي: مكروع فيه، وأذن حشر، أي: محشورة. ورجل (رضي) أي: مرضي كما تقدم، وقد يقع اسم الفاعل موقع المصدر، كما وقع المصدر موقع اسم الفاعل، تقول: قام قائما، فإنما يوضع في موضع قام قيامًا وكذلك: خرج خارجًا هو في موضع خروج، قال الفرزدق:
(على حلفة لا أشتم الدهر مسلما ... ولا خارج من في زور كلام)
فوضع اسم الفاعل موضع المصدر، أي: ولا يخرج خروجًا، وقد يقع أيضًا اسم المفعول موقع المصدر، كما وقع المصدر موقع اسم المفعول في قولهم: رجل مرضي بمعنى رضي، ورجل ليس له معقول، أي: عقل، وخذ ميسوره ودع معسوره بمعنى: خذ يسره ودع عسره، وقد جاء المصدر أيضًا على لفظ فاعل من غير أن يكون بمعنى غيره، نحو العافية والطاغية، وملح مالحًا، وعوفي عافية وأخرى سوى ذلك يسيرة. (وتقول: ماء وراء وروى) وهو الذي يروي شاربه، مأخوذ من الري، والري ضد العطش. قال الأستاذ أبو عبد الله بن أبي العافية: وليس رواء بمصدر ولو كان مصدرًا لكان روى، بفتح الراء مع القصر، لأن فعله روي كصدي وعمي، والمصدر: الصدى والعمى، وغنا هو صفة جاء على هذا المثال، كما قالوا مكان فساح، وأرض براح،
1 / 116