والإسم والرسم حد وتعين، فلا إسم ولا رسم له لا بحسب المفهوم والمهية ولا بحسب الحقيقة والهوية لا علما ولاعينا وليس ورائه شيء حتى يكون إسمه ورسمه. سبحان من تنزه عن التحديد الإسمي وتقدس عن التعين الرسمي. والعالم خيال في خيال، وذاته المقدسة حقيقة قائمة بنفسها، ولا تنكشف الحقيقة بالخيال، كما هو قول الأحرار من الرجال. فالمفاهيم الأسمائية كلها والحقايق الغيبية بمراتبها تكشفان عن مقام ظهوره وتجليه أو إطلاقه وانبساطه. فالوجود المنبسط ومفهومه العام لا يكشفان إلا عن مقام إطلاقه.
قال الشيخ صدرالدين القونوي في مفتاح الغيب والشهود: فللوجود إعتباران أحدهما نفس كونه وجودا فحسب وهو الحق وأنه من هذا الوجه كما سبقت الإشارة إليه لا كثرة فيه ولا تركيب ولا صفة ولا نعت ولا رسم ولا إسم ولا نسبة ولا حكم، بل وجود بحت. وقولنا "وجود" للتفهيم، لا أن ذلك إسم حقيقي له، بل إسمه عين صفته وصفته عين ذاته. انتهى ما أردنا نقله.
صفحة ١٠٥