***113]
اللهم إني أسئلك من أسمائك بأكبرها، وكل أسمائك كبيرة، اللهم إني أسئلك بأسمائك كلها.
اعلم يا حبيبي وفقك الله لمعرفة أسمائه وصفاته وجعلك من المتدبرين في أسرار آياته أن الأسماء الحسنى الإلهية والصفات العليا الربوبية حجب نورية(قولنا "حجب نورية" الخ، هذا أيضا بحسب بعض مقامات السالكين وإلا فهو شرك بحسب مراتب الآخرين فإن حسنات الأبرار سيئات المقربين فحقيقة الإيمان الخالص عن الشرك هو الإعتقاد بأنه الظاهر الباطن الأول الآخر فلايكون اسم وصفة حجاب وجهه الكريم ولا إمرو خلق نقاب نوره العظيم كما في دعاء عرفة كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ألغيرك من الظهور ماليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصلنا إليك عميت عين لا تراك عليها رقيبا صدق ولي الله المطلق صلوات الله عليه فالعارف الحقيقي والمؤمن المنزه من جميع مراتب الشرك من الأشراك العامية والخاصية من لم ير غيبا ولاشهودا ولاظهورا ولابطونا إلا منه وله وليس ما ورائه شيء حتى يختفي به ولاغيره أحد حتى يكون حجاب وجهه ولا يكون الشيء حجاب نفسه.
سئل عن عبدالرزاق الكاشاني من الحلول والإتحاد قال كلاهما باطل ليس في الدار غيره ديار. قال العارف الكامل المحقق البارع فخر الشيعة وشيخ الطريقة والشريعة قاضي سعيد الشريف القمي قدس الله نفسه في شرح حديث رأس الجالوت ماهذا لفظه: قال صاحب الفتوحات اعلم أن العالم غيب ولم يظهر قط وخالق للخلق هو الظاهر ما غاب قط والناس في هذا المسألة عكس الصواب فإنهم يقولون أن الله غيب والعالم هو الظاهر فهم بهذا الإعتبار في مقتضى هذا الشرك.
أقول قد غفل هذا العارف عن الشرك اللازم من زعمه حيث حكم بظهور الحق وخفاء العالم وهو أيضا من أنحاء الشرك الخفي وأما الإيمان الحقيقي فهو الإعتقاد بأن الله هو الظاهر الباطن والشاهد الغايب فهو الظاهر إذا طلبته في البطون وهو الباطن إذا تفحصت عنه في الظهور وهو المنزه عنهما إذا طلبتهما بكليهما وأن العالم ظاهر بالله خفي بذاته فتعرف فإنه باب عظيم في التوحيد انتهى كلامه الشريف.
وكمال الإخلاص ومخ الحقيقة أن لا يصفه بالظهور والبطون والأولية والآخرية فحيث لم يكن في الدار غيره فلمن ظهر وعمن غاب وأين الأولية والآخرية فإنهما باعتبار المبدئيه والمنتهائية فإذا كان كل شيء ما خلا الله باطلا وهالكا فليس المبدئية والمنتهائية أصلا فكمال المعرفة أن يعرف السالك نفسه بالعجز والقصور) للذات الأحدية المستهلك فيها جميع التعينات الأسمائية المستجن في حضرتها كل التجليات الصفاتيه فإن غيب الهوية والذات الأحدية لا يظهر لأحد إلا في حجاب التعين الإسمي ولا يتجلى في عالم إلا في نقاب التجلي الصفتي، ولا إسم له ولا رسم بحسب هذه المرتبة ولا تعين له ولا حد لحقيقته المقدسه، ***114]
صفحة ١٠٣