شرح ديوان المتنبي
تصانيف
وارفق بصب أتى ذليلا
قد مزج اليأس بالرجاء
أنهكه في الهوى التجني
فصار في رقة الهواء
وله شعر كثير، وتوفي بمصر في صفر سنة خمس عشرة وخمسمائة رحمه الله تعالى.
ابن الإفليلي
كان هذا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا بن مفرج بن يحيى بن زياد بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري المعروف بابن الإفليلي
26
إماما من أئمة النحو واللغة، ترجمه ابن خلكان في بضعة أسطر، وذكره ابن بسام عرضا كذلك، قال في بضعة أسطر لمناسبة تعرض ابن شهيد له في رسالة التوابع والزوابع إذ قال ابن شهيد: وأما أبو القاسم الإفليلي فإنه من نفسي مكين، وحبه بفؤادي دخيل، على أنه متحامل علي، ومنتسب إلي ... فقال ابن بسام نقلا عن ابن حيان المؤرخ: كان ابن الإفليلي الذي به عرض قد بذ أهل زمانه بقرطبة في علم اللسان العربي والضبط لغريب اللغة في أشعار الجاهلية والإسلام والمشاركة في بعض معانيها، وكان غيورا على ما يحمل من ذلك الفن كثير الحسد فيه، راكبا رأسه في الخطأ البين إذا أنشب فيه، يجادل عليه ولا يصرفه صارف عنه، وعدم علم العروض ومعرفته مع احتياجه إليه وكمال صناعته به، فلم يكن له رسوخ فيه، وكان لحق الفتنة البربرية ومضى الناس من حائر وظاعن، فازدلف إلى الأمراء الكائنين بقرطبة من آل حمود إلى أن نال الجاه، واستكتبه محمد بن عبد الرحمن المستكفي بعد ابن برد، فوقع كلامه نائيا عن البلاغة؛ لأنه كان على طريقة المعلمين المتكلمين، فلم يجر في أساليب الكتاب المطبوعين، فزهد فيه، وما بلغني أنه ألف في شيء من فنون المعرفة إلا شرحه ديوان المتنبي لا غير، ولحقته تهمة في دينه أيام هشام المرواني في جملة من تتبع من الأطباء في وقته كابن عاصم والساسي والحمار وغيرهم، وطلب ابن الإفليلي وسجن بالمطبق، ثم أطلق ... وقال ابن خلكان: كان متصدرا بالأندلس لإقراء الأدب، وكان حافظا للأشعار ذاكرا للأخبار وأيام الناس، وكان عنده من أشعار أهل بلاده قطعة صالحة، وكان أشد الناس انتقادا للكلام، صادق اللهجة، حسن المغيب، صافي الضمير، وكانت ولادته في شوال سنة 352، وتوفي يوم السبت 13 ذي القعدة سنة 441، ودفن في صحن مسجد خرب عند باب عامر بقرطبة.
الصاحب بن عباد
صفحة غير معروفة