شرح ديوان المتنبي
محقق
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
الناشر
دار المعرفة
مكان النشر
بيروت
- الْمَعْنى يُرِيد أَنَّهَا لَيْسَ لَهَا مثل فى الرِّجَال وَلَا فى النِّسَاء والقضب جمع قضيب وَهُوَ اللَّطِيف الدَّقِيق من السيوف
٢٤ - الْمَعْنى يَقُول لست أودها إِلَّا بِاسْتِحْقَاق لصنائعها فسبب محبتى صنائعها عندى وإحسانها إِلَى وَقَالَ الواحدى روى ابْن جنى
(بِلَا ودَ وَلَا سَبَب ...)
أى لم يكن بكائى لَو ن وَسبب إِلَّا لصنائعها الَّتِى قد أولت وأفعالها الَّتِى لم تُوجد من بعْدهَا فهى تذكرنى فأبكى
٢٥ - الْمَعْنى يَقُول قد كَانَت محجوبة بأوفى حجاب فأحبت الأَرْض أَن تكون مِمَّن يحجبها فانضمت عَلَيْهَا فَكَأَن الأَرْض لم تقنع بِمَا حولهَا من الْحجاب حَتَّى حَجَبتهَا بِنَفسِهَا
٢٦ - الْمَعْنى يُرِيد أَن عُيُون النَّاس لم تدركها فَهَل حسدت يَا أَرض عَلَيْهَا أعين الْكَوَاكِب فحجبتها أَنْت
٢٧ - الْمَعْنى قَالَ الواحدى يَقُول للْأَرْض هَل سَمِعت سَلاما لى أَتَاهَا يُرِيد أَن يجْهر إِلَيْهَا السَّلَام وَالدُّعَاء وَيسْأل الأَرْض عَن بُلُوغ سَلَامه إِلَيْهَا ثمَّ قَالَ وَقد أطلت التأبين والمرثية وتجهيز السَّلَام إِلَيْهَا وَلم أسلم عَلَيْهَا من قرب لِأَنَّهَا مَاتَت على بعد عَنهُ وَلم يعرض ابْن جنى معنى هَذَا الْبَيْت فَجعل // الِاسْتِفْهَام فِيهِ إنكارا // وَقَالَ يَقُول قد أطلت السَّلَام عَلَيْهَا وَأَنا بعيد عَنْهَا فَهَل سَمِعت يَا أَرض سلامى قَرِيبا مِنْهَا وَيدل على فَسَاد قَوْله هَذَا الْبَيْت الذى بعده
(وَكَيف يبلغ مَوتَانا ... الخ ...)
٢٨ - الْمَعْنى كَيفَ يبلغ سلامى الْمَوْتَى وَقد يقصر عَن الْأَحْيَاء يعرض بِسيف الدولة وَأَنه يقصر سَلَامه دونه وَقد أنكر ابْن فورجة هَذَا التَّعْرِيض وَقَالَ هُوَ على عُمُومه يُرِيد أَن السَّلَام يقصر عَن الحى الْغَائِب فَكيف عَن الْمَيِّت وَلَيْسَ فى الْكَلَام سيف الدولة
1 / 92