شرح ديوان المتنبي
محقق
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
الناشر
دار المعرفة
مكان النشر
بيروت
- الْمَعْنى يُرِيد أَنه حِين كَانَ قَرِيبا مِنْهُ كَانَ بَينهمَا بعد من جَهله لِأَن الْجَاهِل لَا يزاداد علما بالشئ وَإِن قرب مِنْهُ
٢٨ - الْغَرِيب والنهى جمع نهية وهى الْعُقُول لِأَنَّهَا تنْهى عَن الْقبْح والنهى بِكَسْر النُّون الغدير الْمَعْنى يَقُول كنت أَحسب قبل رُؤْيَة كافور أَن مقرّ الْعقل الدِّمَاغ فَلَمَّا رَأَيْت قلَّة عقله قلت الْعقل فى الخصية لِأَنَّهُ لما خصى ذهب عقله فَعلمت حِينَئِذٍ أَن الْعُقُول فى الخصى
٢٩ - يتعجب مِمَّا رأى بِمصْر من الْعَجَائِب الَّتِى تضحك النَّاس الْعُقَلَاء ثمَّ قَالَ لَكِن ذَلِك الضحك كالبكاء لِأَنَّهُ فِيهِ الفضيحة
٣٠ - الْمَعْنى يُرِيد بالنبطى السوادى وَهُوَ أَبُو الْفضل ابْن حنزابة وَزِير كافور وَقيل بل يُرِيد أَبَا بكر المادرانى النسابة يتعجب مِنْهُ يَقُول لَيْسَ هُوَ من الْعَرَب وَهُوَ يعلم النَّاس أَنْسَاب الْعَرَب
٣١ - الْمَعْنى يَقُول وبمصر أسود عَظِيم الشّفة يشنون عَلَيْهِ بِالْكَذِبِ وَهُوَ أَنهم يَقُولُونَ لَهُ أَنْت بدر الدجى والبدر يشْتَمل على النُّور وَالْجمال وَالْأسود الْقَبِيح الْخلقَة الْعَظِيم الشّفة كَيفَ يشبه الْبَدْر جعل لَهُ مشافر لغلظ شَفَتَيْه والمشافر تكون لذوات الْخُف وَإِذا وصف الرجل بالغلظ والجفاء جعلُوا لَهُ مشافر
٣٢ - الْغَرِيب الكركدن هُوَ الْحمار الهندى وَقيل هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ كرك وَهُوَ طَائِر عَظِيم وروى ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابى أَن الكركدن دَابَّة عَظِيمَة الْخلق تحمل الْفِيل على قرنها الْمَعْنى أَنه شبهه بالكركدن لعظم خلقه وَقلة مغناه وَالشعر الذى مدحته بِهِ هُوَ شعر من وَجه رقية من وَجه آخر لأنى كنت أرقيه بِهِ لأخذ مَاله يُرِيد أَنه كَانَ يسْتَخْرج مَاله بِنَوْع رقية وحيلة
1 / 43