شرح ديوان المتنبي
محقق
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
الناشر
دار المعرفة
مكان النشر
بيروت
- الْإِعْرَاب أى نصب وَهُوَ اسْتِفْهَام خرج مخرج النفى كَمَا تَقول لمن يدعى أَنه أكرمك أى يَوْم أكرمتنى قطّ كَمَا قَالَ الهذلى
(اذهبْ فأىّ فَتىً فى الناسِ أَحرزَهُ ... من حَتْفهِ ظُلَمٌ دُعْجٌ وَلَا جَبَلُ)
وَلَا يجوز أَن تكون أى شَرْطِيَّة تتَعَلَّق الْجُمْلَة بِالْجُمْلَةِ تعلق الْجَزَاء بِالشّرطِ وَإِذا حَملته على الشَّرْط كَانَ ذَلِك مناقضا للمعنى الذى أَرَادَهُ فَكَأَنَّهُ يَقُول إِن سررتى يَوْمًا بوصالك فقد أمنتنى ثَلَاثَة أَيَّام من صدودك وَهَذَا عكس مُرَاده الْغَرِيب رعت فلَانا وروعته فارتاع أى أفزعته فَفَزعَ وتروع تفزع وَقَوْلهمْ لَا ترع مَعْنَاهُ لَا تخف قَالَ أَبُو خرَاش
(رَفَوْنى وَقَالُوا يَا خُوَيلدُ لَا تُرَعْ ... فَقلت وأنكرتُ الوجوهَ هُمُ هُمُ)
الْمَعْنى يَقُول أى يَوْم سررتنى بوصال لم يفزعنى بِثَلَاثَة أَيَّام صدودك
١٨ - الْغَرِيب دَار نَخْلَة على ثَلَاثَة أَمْيَال من بعلبك وهى قَرْيَة لبنى كلب ١ وَالْمقَام بِمَعْنى الْإِقَامَة الْمَعْنى يَقُول إقامتى فى هَذِه الْقرْيَة كإقامة عِيسَى ﵊ بَين الْيَهُود يعْنى أَن أهل هَذِه الْقرْيَة أَعدَاء لَهُ كَمَا كَانَت الْيَهُود أَعدَاء عِيسَى ﵇ قَالَ الواحدى فى تَفْسِيره وَبِهَذَا الْبَيْت لقب بالمتنبى لتشبيهه نَفسه بِعِيسَى فى هَذَا الْبَيْت وَفِيمَا بعده بِصَالح
١٩ - الْإِعْرَاب مفرشى إِلَى آخِره فى مَوضِع الْحَال الْغَرِيب المفرش مَوضِع الْفراش والصهوة مقْعد الْفَارِس من ظهر الْفرس والحصان الْفرس الْفَحْل والمسرودة المنسوجة من الْحَدِيد وهى الدروع الْمَعْنى يَقُول أَنا بِهَذِهِ الْقرْيَة على هَذِه الْحَال لَا أُفَارِق ظهر فرسى يُرِيد أَنى شُجَاع لَا أُفَارِق ظهر الْفرس وملبوسى الدروع وَقَالَ ابْن جنى أَنا بِهَذِهِ الْقرْيَة على هَذِه الْحَال تأهبا وتيقظا
1 / 319