شرح ديوان المتنبي
محقق
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
الناشر
دار المعرفة
مكان النشر
بيروت
- الْمَعْنى يُرِيد أَن الذى يبْقى بعد الْأَحِبَّة سالما إِنَّمَا يسلم للحزن على فقدهم لَا أَنه يخلد وَإِنَّمَا يتبعهُم وَإِن تَأَخّر أَجله عَن آجالهم فالصديق إِذا بقى بعد صديقه إِنَّمَا يسلم للحزن عَلَيْهِ لِأَن كلا ميت لَا محَالة
١٠ - الْمَعْنى يستفهم وَمَعْنَاهُ الْإِنْكَار وَالْمعْنَى لَا رَجَاء عِنْد زمَان أَحْمد حاليه الْبَقَاء وَهُوَ غير مَحْمُود لِأَن معجله بلَاء ومؤجله فنَاء قَالَ الواحدى وَإِن شِئْت قلت أَحْمد حاليه الْبَقَاء وَمن بقى شَاب والشيب مُنكر ومذموم فَهُوَ كَمَا قَالَ مَحْمُود الْوراق
(يَهْوَى البَقاءَ وَإنْ مُدَّ الْبَقَاء لَهُ ... وَساعَدَتْ نَفْسَهُ فِيها أمانِيها)
(أبْقَى البَقاءُ لهُ فى نَفْسِهِ شُغُلًا ... ممَّا يُرَى مِن تَصَارِيفِ البِلَى فِيهَا)
وَقَالَ أَبُو الْفَتْح أَحْمد حاليه أَن يبْقى بعد صديقه وَذَلِكَ غير مَحْمُود لتعجل الْحزن
١١ - الْغَرِيب الْعَجم العض وعجمت الْعود أعجمه بِالضَّمِّ إِذا عضضته لتعلم أَصْلَب هُوَ والعواجم الْأَسْنَان وعجمت عوده بلوت أمره قَالَ الشَّاعِر
(أَبى عُودُك المَعجوم إِلَّا صلابةً ... وكفَّاك إِلَّا نائلا حِين تُسأل)
الْمَعْنى يُرِيد أَن الزَّمَان قد عرفه وَجَربه وَعرف صلابته وشدته على نوائبه
١٢ - الْغَرِيب الخطوب جمع خطب وهى الشدَّة تلقى الْإِنْسَان والمصيبة إِذا عظمت قيل مُصِيبَة سَوْدَاء الْإِعْرَاب وَمَا آنسنى يجوز أَن تكون مَا هَذِه تَعَجبا وَمَا الأولى بِمَعْنى الذى وهى فى مَوضِع رفع بِالِابْتِدَاءِ الْمَعْنى يَقُول فى من الْجلد وَالْقُوَّة وَالصَّبْر مَا يقارع الخطوب ويدافعها وَمَا يؤنسنى بالمصائب إِذا جَعلتهَا معطوفة على مَا الأولى وَقَالَ الواحدى فى مَا يقارع الخطوب ويؤنسنى بالمصائب الْعِظَام وَهُوَ علمه بِثَوَاب المصابين كَمَا قَالَ رَسُول الله
" ليودن أهل الْعَافِيَة يَوْم الْقِيَامَة لَو أَن جُلُودهمْ قرضت بِالْمَقَارِيضِ لما يرَوْنَ من ثَوَاب أهل الْبلَاء " والذى آنسه بالمصائب رَأْيه الذى يرِيه الْمخْرج مِنْهَا
1 / 263