252

شرح ديوان المتنبي

محقق

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

الناشر

دار المعرفة

مكان النشر

بيروت

- الْغَرِيب اللَّوْح الْهَوَاء مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَأَرَادَ بالغيث السَّحَاب الذى فِيهِ مطر الْمَعْنى يُرِيد لَو كنت بحرا مَا كَانَ لَك سَاحل لعظمتك أى مَا كَانَ يرى لَك سَاحل والساحل مورد الْبَحْر يُرِيد كنت أخْشَى على النَّاس الْغَرق فَلَا يَجدونَ ساحلا يلجئون إِلَيْهِ وَلَو كنت سحابا لم يسعك الْهَوَاء لعظمتك
٣٠ - الْإِعْرَاب وخشيت عطف على قَوْله ضَاقَ عَنْك أى وخشيت الْغَرق على الْبِلَاد أى كنت أخْشَى على أهل الْبِلَاد والبلاد الْغَرق وَهُوَ الذى أنذر بِهِ نوح قومه وَأَرَادَ الطوفان
٣١ - الْإِعْرَاب عجز ابْتِدَاء وَقد تفِيد النكرَة وَخَبره فاقة فالباء مُتَعَلقَة بفاقة وَيجوز أَن تكون فاقة ابْتِدَاء وَالْخَبَر عجز مقدم عَلَيْهِ وَتَقْدِيره فاقة بَحر عجز فعلى هَذَا تكون النكرَة قد تقدم عَلَيْهَا خَبَرهَا وَقيل بل عجز خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف دلّ عَلَيْهِ الْمَعْنى تَقْدِيره الْقعُود عَن قصدك عجز بَحر وفاقة ابْتِدَاء ثَان خَبره مَحْذُوف تَقْدِيره بِهِ فاقة الْغَرِيب الْفَاقَة الْفقر ووراءه قدامه قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُمْ ملك﴾ أى قدامهم وهى من الأضداد الْمَعْنى يُرِيد إِن من الْعَجز أَن يقاسى الْحر فاقة وهى الْفقر وَلَا يطْلب الرزق من الله ويقصد بابك الذى لَا يحجب عَنهُ أحد لِأَن الله تَعَالَى قد وسع بك الرزق على النَّاس فَمن لم يقصدك طَالبا للرزق فَذَلِك لعَجزه وَهُوَ من قَول الآخر
(وعَجْز بذى أدّب أَن يَضيقَ ... بعيشته وُسْعُ هذى البلادِ)
وكقول أَبى تَمام الطائى
(خابَ امْرُؤٌ بَخَسَ الحَوَادِثُ رِزْقَهُ ... فأقامَ عَنْكَ وأنْتَ سَعْدُ الأسْعُدِ)

1 / 254