243

شرح ديوان المتنبي

محقق

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

الناشر

دار المعرفة

مكان النشر

بيروت

- ١ - الْإِعْرَاب فليك حذف النُّون لسكونها وَسُكُون التَّاء فى التبريج وَلم يكن حذفهَا كحذفها من قَوْله
(وَلم تَكُ شَيْئا ...)
وَقَوله
(لم يكُ شَىْءٌ يَا إلهى قبلَكا)
لِأَنَّهَا قد ضارعت بالمخرج والسكون والغنة حُرُوف الْمَدّ فحذفت كَمَا تحذفن وهى هُنَا فى قَول المتنبى قَوِيَّة بالحركة لِأَن سَبِيلهَا أَن تحرّك فَكَانَ ينبغى أَن لَا يحذفها لكنه لم يعْتد بالحركة فى النُّون لما كَانَت غير لَازِمَة ضَرُورَة وَمثله ١
(لم يَكُ الحَقّ سِوَى أنْ هاجَه ... رَسْم دارٍ قد تعفت بالسِّرِرْ ٢)
وَقد حذف النُّون من لَكِن فى الشّعْر ضَرُورَة أنْشد سِيبَوَيْهٍ
(فلَسْتُ بآتِيه وَلَا أسْتَطِيعُه ... ولاكِ اسْقنى أنْ كَانَ ماؤُك ذَا فَضْل)
وَإِذا جَازَ حذف النُّون من لَكِن وَقد حذف مِنْهَا نون أُخْرَى جَازَ أَن تحذف من قَوْله فليك التبريح وَفِيه قبح من وَجه آخر وَهُوَ أَنه حذف النُّون مَعَ الْإِدْغَام وَهُوَ // غَرِيب جدا // لِأَن من قَالَ فى بنى الْحَارِث بلحارث لم يقل فى بنى النجار بنجار وجللا خبر كَانَ مقدم عَلَيْهَا الْغَرِيب التبريح الشدَّة يُقَال برح بى الْأَمر وَيُقَال لقِيت مِنْهُ برحا بريحا أى شدَّة وأذى قَالَ الشَّاعِر
(أجدّك هَذَا عَمْرَك اللهَ كلَّما ... دعَاك الهوَى برْحٌ لعَيْنيك بارحُ)
وَلَقِيت مِنْهُ بَنَات برح وَبنى برح وَلَقِيت مِنْهُ البرحين والبرحين بِضَم الْبَاء وَكسرهَا أى الشدائد والدواهى والجلل الْأَمر الْعَظِيم يَقع على الْكَبِير وَالصَّغِير لِأَنَّهُ من الأضداد وَهُوَ هَا هُنَا الْأَمر الْعَظِيم والرشأ ولد الظبية والأغن الذى فى صَوته غنة وَهُوَ صَوت من الخيشوم والأغن الذى يتَكَلَّم من قبل خياشيمه وواد أغن كثير العشب لِأَنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك أَلفه الذُّبَاب وفى أصواته غنة وَمِنْه قيل للقرية الْكَثِيرَة الْأَهْل والعشب غناء وَأما قَوْلهم وَاد مغن فَهُوَ الذى صَار فِيهِ صَوت الذُّبَاب وَلَا يكون الذُّبَاب إِلَّا فى وَاد مخصب معشب وأغن السقاء إِذا امْتَلَأَ مَاء وأغن الوادى فَهُوَ مغن

1 / 243