210

شرح ديوان المتنبي

محقق

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

الناشر

دار المعرفة

مكان النشر

بيروت

- ١ - الْمَعْنى يَقُول هَذَا الذى أثر فى قلبه من الْمُصِيبَة هُوَ آخر مَا يعزى بِهِ وَهَذَا لفظ مَعْنَاهُ الدُّعَاء وَلَفظه الْخَبَر وَمَعْنَاهُ أَنه لَا يُصِيبهُ بعد هَذَا مصاب
٢ - الْإِعْرَاب جزعا مصدر وَتَقْدِيره لم يجزع جزعا وَقيل هُوَ مَنْصُوب بِفعل دلّ عَلَيْهِ أثر فى قلبه تَقْدِيره لم يُؤثر جزعا وَالْأنف الحمية الْمَعْنى يَقُول لم يُؤثر هَذَا الْمُصَاب فى قلبه وَإِنَّمَا دخله الأنفة من أجل أَن قدر الدَّهْر على اغتصابه واستباحة حريمه
٣ - الْمَعْنى يَقُول لَو علمت الدُّنْيَا بِمَا عِنْده من الْفضل لأخذها الْحيَاء من عَتبه عَلَيْهَا ولكفت عَنهُ أذاها وَقَالَ الْخَطِيب لَعَلَّ الْأَيَّام لم تعلم من غَابَ عَن حَضرته من أَهله وأسرته وَلَو علمت لما عرضت لشئ من أَسبَابه فَلهَذَا قَالَ فى الْبَيْت الذى بعده
(لَعَلَّهَا تحسب ...)
٤ - الْمَعْنى هَذِه المتوفاة هى عمته توفيت على الْبعد مِنْهُ فَلَعَلَّ الْأَيَّام ظنت أَن كل من لم يكن عِنْده من عشيرته وَقَومه لَيْسَ من حزبه أى أَهله فَلذَلِك أخذت هَذِه
٥ - الْغَرِيب الذرى الْكَهْف والكنف والعضب السَّيْف وبغداد فِيهَا لُغَات بِالدَّال الْمُهْملَة فى الأول وفى الآخر الإعجام وبالمهملتين وبالمعجمتين وبالنون فى الآخر الْمَعْنى يُرِيد أَن الْأَيَّام لَعَلَّهَا ظنت أَن عَمَّتك لما كَانَت فى بَغْدَاد وَلم تكن فى حضرتك لم تكن فى كنف سَيْفك وَمِمَّنْ يحميه سَيْفك فَلذَلِك تعرضت لَهَا
٦ - الْإِعْرَاب الضَّمِير فى صلبه رَاجع إِلَى الْمَرْء الْمَعْنى يَقُول لَعَلَّ الْأَيَّام ظنت أَن هَذِه المتوفاة لما لم تكن عنْدك فى بلدك لم تكن من صلب جدك فَلهَذَا اجترأت عَلَيْهَا الْمنية وظنت أَنه لَا نِسْبَة بَيْنكُمَا فَلهَذَا أقدمت عَلَيْهَا وظنت أَن أَقَاربه الَّذين يساكنونك فى الوطن هم عشائره وَأَن من بعد عَن وَطنه لَا يكون من عشريته وأسرته وَمن روى بِالْحَاء فَالْمَعْنى أَن حريمه وَطنه فَمن لم يكن مستوطنا مَعَه لم يكن من عشيرته

1 / 210