206

شرح ديوان المتنبي

محقق

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

الناشر

دار المعرفة

مكان النشر

بيروت

- الْمَعْنى يُرِيد أَنه سمح القياد لمن رواده فَهُوَ لين الرّكْبَة للبروك عَلَيْهَا
١٥ - الْغَرِيب الجعبة إِنَاء تجْعَل فِيهِ السِّهَام الْمَعْنى يُرِيد بالفعول كِنَايَة عَن الَّذِي يَفْعَلُونَ بهَا فَجَعلهَا تصونهم وتجمعهم كَمَا تضم الجعبة السِّهَام
١٦ - الْغَرِيب الهلوك هى الْفَاجِرَة البغى الْمَعْنى يَقُول الَّذين يَفْعَلُونَ بهَا كالأطبة وَمن كَانَ بِهِ دَاء فَلَيْسَ عَلَيْهِ عَار من لِقَاء الأطبة لأَنهم يداوونه وَلَيْسَ بَين القحبة الْفَاجِرَة وَبَين الْحرَّة المخطوبة إِلَى أَهلهَا إِلَّا الْخطْبَة يُرِيد الاستحلال بهَا
١٨ - الْغَرِيب الضيح لبن يمزج بِالْمَاءِ وَيُقَال فِيهِ أَيْضا الضياح قَالَ الراجز
(امتحضَا وسَقَيانى الضَّيْحا ... وَقد كَفَيتُ صاحبَىَّ المَيْحا ٢)
وضيحت اللَّبن تضييحا مزجته حَتَّى صَار ضيحا وضيحت الرجل سقيته الضيح والعلبة قدح من جُلُود يشرب فِيهِ وَيُسمى المحلب وَجمعه علب وعلاب والمعلب الذى يتَّخذ العلبة قَالَ الْكُمَيْت يصف خيلا
(سقَتنا دماءَ القوْم طوْرًا وَتارَة ... صَبوحا لهُ آقْتارَ الجُلود المعلِّبُ)
يُقَال اقتار واقتور وقور إِذا قطع العلبة الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح يُرِيد أَنه إِذا نزل بِهِ ضيف ضَعِيف قَتله وَأخذ مَا مَعَه قَالَ ابْن فورجة لَو كَانَ المُرَاد أَخذ مَا مَعَه لسلبه دون أَن يقْتله وَلَيْسَ فى الْبَيْت مَا يدل على أَنه يَأْخُذ مَا مَعَه وَالْمعْنَى أَنه بخيل يقتل الضَّعِيف الْقَلِيل الْمُؤْنَة لِئَلَّا يحْتَاج إِلَى قراه قَالَ الواحدى وعَلى هَذَا مَا قَالَه ابْن فورجة لِأَنَّهُ يصفه بالغدر يُرِيد أَنه يقتل ضيفا يشبعه قَلِيل ضيح فى علبة لِئَلَّا يحْتَاج إِلَى سقيه ذَلِك الْقدر وَقَالَ الْخَطِيب يَقُول إِنَّك تقتل الضيوف وَلم يزودوا مِنْك إِلَّا ذَلِك الْقدر الْيَسِير من الضيح فَكيف لَو احتفلت لَهُم

1 / 206