شرح ديوان المتنبي
محقق
مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي
الناشر
دار المعرفة
مكان النشر
بيروت
- الْغَرِيب الرِّشْوَة بِضَم الرَّاء وَكسرهَا ١ وَهِي مَا يوخذ على حكم معِين وَجَمعهَا رشا ورشا ورشاه رشوا وارتشى أَخذ الرِّشْوَة واسترشى طلب الرِّشْوَة وهى سَبَب لِأَن الأَصْل الرشاء وَهُوَ الْحَبل لِأَنَّهَا سَبَب يتَعَلَّق بِهِ ويلتزم بِهِ عِنْد الْآخِذ لَهَا الْمَعْنى أَنه استدرك على نَفسه هَذَا العتاب فَقَالَ مَا أطلب مِنْك رشوة على حبى لَك لِأَن الْحبّ الذى يطْلب عَلَيْهِ ثَوَاب ضَعِيف ثمَّ ذكر فى الْبَيْت الذى بعده مَا أَزَال بِهِ عَنهُ الظنة وَذكر سَبَب طلبه
٣٦ - الْمَعْنى يُرِيد لم أطلب مَا طلبت إِلَّا أَنى أُرِيد أَن أذلّ عواذ لى اللاتى عذلننى فِيك وفى قصدى إِلَيْك أننى كنت مصيبا وَأَنَّك تحسن إِلَى وتقضى حق زيارتى
٣٧ - الْمَعْنى وَأَرَدْت أَن أعلم قوما طلبُوا مُلُوك الشرق وغربت أَنا فى قصدك طلبت الغرب إِلَيْك أَنى قد ظَفرت وَبَلغت آمالى مِنْك وَقد خابوا بقصدهم سواك وَهَذَا من قَول البحترى
(وأشْهَدُ أنِّى فى اختياريك دونهمْ ... مُؤدِّى إِلَى حَظِّى ومتَّبع رُشْدى)
٣٨ - الْمَعْنى يَقُول الْخلف جَار فى كل شئ إِلَّا فى انفرادك عَن الأقران والأشكال أَنَّك أَسد والملوك ذئاب وَهَذَا من قَول الطائى
(لَوْ أنَّ إجماعَنا فى فَضْلِ سُؤْدُده ... فى الدّين لم يَخْتَلِف فى المِلَّة اثْنان)
وَقَالَ البحترى
(وأرَى النَّاسَ مُجْمِعِينَ عَلى فَضْلكَ ... مِنْ بينِ سَيِّدٍ وَمَسُودِ)
٣٩ - الْمَعْنى يَقُول إِذا قَالَ الْقَارئ والملوك ذئاب مَا أَخطَأ لِأَنَّهُ أَتَى بِالْمَعْنَى وهم كَذَلِك يُرِيد جرى الْخلف إِلَّا فى انفرادك وَأَنَّك إِن قويست بغيرك من الْمُلُوك حَتَّى لَو صحف الْقَارئ مَا وصفت بِهِ الْمُلُوك وَهُوَ أَنهم عنْدك كالذئاب عِنْد الْأسد فَقَالَ ذُبَاب لم يُخطئ فى تصحيفه لِأَن الْأَمر كَذَلِك
1 / 199