181

شرح ديوان المتنبي

محقق

مصطفى السقا/إبراهيم الأبياري/عبد الحفيظ شلبي

الناشر

دار المعرفة

مكان النشر

بيروت

- الْمَعْنى لَيْت شعرى لَيْت علمى وَمِنْه سمى الشَّاعِر لفطنته أى ليتنى أعلم هَل تَخْلُو قصيدة لى من شكوى أَشْكُو الدَّهْر فِيهَا وأعاتبه بِأَن يبلغنى المُرَاد وأنال مِنْهُ مَا أطلب وأدع الشكوى ١٦ - الْإِعْرَاب أَقَله فَاعل يذود وَهُوَ من صلَة مَا تَقْدِيره الذى يذود الشّعْر عَنى أَقَله الْغَرِيب يذود يطرد وَيمْنَع قَالَ الله تَعَالَى ﴿وَوجد من دونهم امْرَأتَيْنِ تذودان﴾ أى تمنعان وتطردان وَكسر الْمِيم فى دونهم أَبُو عَمْرو وَحده لالتقاء الساكنين وضمه الْجَمَاعَة الْمَعْنى يَقُول بى من هموم الدَّهْر ونوائبه وصروفه مَا أَقَله يمْنَع الشّعْر عَنى وَلَكِن قلبى قلب جيد التقلب يُقَال رجل قلب حول إِذا كَانَ جيد الْحِيلَة فى الْأُمُور متصرفا وروى أَن مُعَاوِيَة بن أَبى سُفْيَان قَالَ فى مَرضه الذى مَاتَ فِيهِ لابنتيه إنَّكُمَا لتبكيان حولا قلبا إِن سلم من هول المطلع وَقَوله (يَا نبة الْقَوْم ...) على عَادَة الْعَرَب يخاطبون النِّسَاء وَأَرَادَ بابنة الْقَوْم كَثْرَة أَهلهَا وعشيرتها وَقَالَ ابو الْفَتْح يُرِيد بابنة الْقَوْم ابْنة الْكِرَام على مَا اسْتعْملت الْعَرَب ١٧ - الْمَعْنى يُرِيد أَن أخلاقه تعرب عَن كرمه فهى تملى على لَهُ فضائله وأمدحه شِئْت أَو أَبيت فَلَا أحتاج إِلَى جلب معنى ومنقبة إِلَيْهِ لِأَن أخلاقه تعيننى على مدحه أَخذ الصاحب بن عباد هَذَا فَقَالَ (وَما هذهِ إِلَّا وَليدةُ لَيْلةٍ ... يَغور لَهَا شعَرُ الْوَلِيد ويَنْضُبُ ...) (على أَنَّهَا إمْلاء مَجْدك لَيْسَ لى ... سوى أنَّه يُملى علىّ وأكْتُبُ ...) ١٨ - الْمَعْنى يُرِيد أَنه إِذا قَصده إِنْسَان لم يتغرب وَإِنَّمَا هُوَ عِنْده كَمَا هُوَ فى أَهله وعشائره لِأَنَّهُ يؤنسه بعطائه وَهَذَا من قَول الطائى (هُمْ رَهْطُ مَنْ أمْسَى بَعيدا رهطُه ... وَبَنُو أَبى رجل لغير بَنى أبِ ...) وَهَذَا من قَول الآخر (نَزَلْتُ على آل المُهَلَّب شاتيا ... غَرِيبا عَن الأوْطان فى زمن المَحْلِ ...) (فَمَا زَالَ بِى إكْرامُهم وافْتِقادُهم ... وبرُّهمُ حَتَّى حسبتُهمُ أهْلى ...)

1 / 181