============================================================
تعالى، لأن الشهوة إرادة مخصوصة، وهي إرادة ما فيه نفع للمريد، والله تعاى لا ينتفع بشيء فلا تكون إرادته اشتهاة، بل ارادته صفة ربوبية ولا يجب(1) أن يفهم من إرادة الله ما ئفهم من إرادة خلقه، كما لا يفهم من علمه و فعله وسائر صفاته ما يفهم من صفات خلقه، فإن العلم في الشاهد يكون باعتبار القلب، وكذا الفعل في الشاهد بالعلاج وبالآلة، ويتعاى الله عز وجل عن معاني خلقه، فإن الله تعال يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وصف نفسه بالمشيثة والإرادة؛ فئبتان على الحقيقة، وثبوت الصفة له على المجاز محال، لأنه نقص، ومن شرط القديم الكمال: (مشيئة الله المعبود وكسب العباد] وأما قولهم: (ومشيئته تنفذا، فإنيما قالوا ذلك لما أن مشيئته تعاى صفة ذاتية، فكانت نافذة في الأشياء، إذهو الواحد القهار؛ قهر الأشياء على مقتضى إرادته، وهو الملك القدوس الجبار؛ جبر الأشياء على الدخول تحت مشيئته، فظهر آثار نفاذ مشيثته وإرادته تصيص مفعولاته ومصنوعاته المتجانسة على هيئات ختلفة، وأوصاف متباينة، في أمكنة مخصوصة، وأزمنة مخصوصة، وظهر آثار قهره في كل شيء بالتسخير والتذلل ولزوم التغئر والزوال، وظهر آثار كمال قدرته الذاتية بقيام السماء في الهواء(2) بلا علاقة من فوق، ولا عمدمن تحت.
(1) ولا يجب، أي لا يجوز.
(2) في الأصل: الهوى.
صفحة ٧٩