============================================================
127 وسائر أقسام العالر، ولر ينههم عن ذلك، لكن أجابهم بما هو الفرض المتعئن على كل مكلف عقلا وشرعا، والتفقه في الدين يكون بالطلب والسؤال.
واحتج إمام الهدى أبو منصور الماتريدي بجواز المناظرة لإظهار الحق، ودحض الباطل، ودفع شبهات المتطلب بقوله تعاى: ألم تر إلى الذى حاج إبروم فى رتهوه أن "اتسنه الله الملك إذ قال إبرهم رتى الذى يغىء وييميث قال أنا أخىء وأميت قال إبروعم فاب الله يأق يالشمين من المشرق فأت بها من الغرب فبهوت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظيليين [البقرة: 258]، فأخبر أن إبراهيم حاج ذلك اللعين حتى قطعه، فدل ذلك على جواز المناظرة لإظهار الحق ودفع شبهات الباطل.
وما سبق ذكره من التهي المروي عن المماراة فهو على نحو ما تقدم بيانه.
وأما قولهم: (ولا نجادل في القرآن).
قال أبو حفص الغزنوي: قيل: أرادوا بهذا أي: لا نشتغل في القرآن بتأويل أهل الزيغ ابتغاء الفتنة حملا على التشبيه، والتمثيل، والقول بالجارحة.
وأما قولهم: (ونعلم أنه كلام رب العالمين، نزل به الروخ الأمين).
قال القاضي أبو حفص الغزنوي: إنما قالوا هذا حسما لفساد قول القرامطة أن القرآن وجد بالهام غريزي طبيعي، والدليل على بطلان ذلك قول الله تعاى: ( ولانه لثنزيل ري الطلمين (43) نزل به الروح الأمين) ([الشعراء: 192 -193]، وقوله تعاى: ( ولا تعجل
صفحة ١٢٦