============================================================
نقول: إنه أمر اعتباري يحصل في العقل من نسبة الفاعل إلى المفعول، ليس أمرا محققا مغايرا للمفعول في الخارج، فيلزم من كونهما مخلوقين كونه مخلوقا. وللذهول عن هذه النكت قد يتوهم أن الاستدلال بالآية يتوقف على كون لماه مصدرية.
وكقوله تعالى، الله خلق كل شيو [الرعد: 16]؛ أي: كل ممكن بدلالة العقل، وفعل العبد شيء.
وكقوله تعالى: أفمن يخلق كمن لا يخلو ([النحل: 17] في مقام التمدح بالخالقية وكونها مناطا لاستحقاق العبادة، والله أعلم.
(متصف بجميع صفات الكمالي)؛ لأن من كان معبودا بالحق لا محالة يكون متصفا بجميع صفات الكمال: (منزة عن چميع صفات(1) النقص)، "وهو المنزه عن كل وصف يدركه حش او يتصوره خيال او يسبق إليه وهم أو يختلج به ضمير أو يفضي به تفكر، فهو منزه عن أوصاف كمال الخلق، كما هو منزه عن أوصاف نقصهم، بل كل صفة تتصور [للخلق](2) فهو مقدس عنها وعن ما يشبهها ويماثلها"(3).
وهي قسمان(2): ما يدل على ثبوت كمال، ويسمى أوصافا إيجابية.
وما يدل على التنزه عن تقص، ويسمى أوصافا سلبية.
وفي كلام المصنف إشارة إلى أن لله تعالى صفات أزلية قائمة بذاته، والى أن صفاته زائدة على ذاته.
أما الأول: فلأن من علم الصفات الجائزة للمخلوقات أرشدته إلى ما (1) في شرح الدواني: سمات.
(2) ليست في الأصل، وصحة المعنى تقتضيها.
(3) قاله ابن إمام الكاملية في تيسير الوصول (200/1).
(4) أي: صفات الكمال الواجبة لله تعالى.
:944-2011r.40da 12011/1/24/ ب ثاني اغزخ المقالد المضدية
صفحة ٣٦