============================================================
ولأن معرفة الله واجبة إجماعا، ولا تتم المعرفة إلا بالنظر؛ إذ لا طريق للتقليد فيها، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. ولا يكفي الظن فيها، بل لا بد من العلم.
وافادة النظر للعلم إنما هو بالعادة - لا بالتوليد، ولا بالإعداد والوجوب- بناء على آن جميع الممكنات مستندة إلى الله سبحانه ابتداء؛ أي: بلا واسطة، وعلى آنه قادر مختار.
ولا يجب عنه صدور شيء منها، ولا يجب عليه أيضا، ولا علاقة بين الحوادث المتعاقبة إلا بإجراء العادة بخلق بعضها غقيب بعض، كالإحراق عقيب مماسة النار، والري بعد شرب الماء، فليس للمماسة والشرب مدخل في وجود الإحراق والري، بل الكل واقعة بقدرته واختياره، فله أن يوجد المماسة بدون الإحراق، وأن يوجد الإحراق بدون المماسة، وكذا الحال في سائر الأفعال: (وبه)؛ أي: بالنظر (تخعد المغرفة)؛ لأن من علم المقدمات الصحيحة القطعية المناسبة لمعرفة الله تعالى على صورة مستلزمة للنتيجة استلزاما ضروريا حصل له المعرفة.
وفي كل شيء له آية تذل على أنه واحد(1) وتقديم الجار والمجرور يفيد الحضر والتخصيص؛ أي: لا تحضل المعرفة إلا به، وهو كاف فيها (وله حاجة إلى معلم) كما زعمت الملاحدة لما ذكرنا. وقال بعضهم: وخالق كل شيء ومدئره، ومن هو على كل شيء قدير، وبيده الاغناء والإفقار، والإعزاز والإذلال، والإحياء والإماتة، والشقاء والسعادة8 . اه.
قلت: وهذه المطالب المعلومة من دلالة الصنعة على الصانع مسطورة في هذه العقيدة وشرحها، والحمد لله رب العالمين (1) ينظر في: ديوان أبي العتاهية (ص 122)؛ وديوان لبيد بن أبي ربيعة (ص232).
ونسب في بعض المصادر لأبي نواس ب ثاني اغزخ المقايد المضدية/2011/1/24 711.1
صفحة ٣٠