============================================================
ولا خلاف عند الأشعري وأصحابه، بل وسائر المسلمين، آن من تلفظ بالكفر أو فعل أفعال الكفر عمدا كافر بالله العظيم مخلد في النار، وأن من عرف الله بقلبه لا تنفعه المعرفة مع العناد؛ أي: من غير إذعان وقبول(1) لأن التصديق هو المعرفة اليقينية المكتسبة بالاختيار، لا مطلق المعرفة التي تحصل بلا اختيار قال بعض المحققين: التصديق: هو آن تنسب باختيارك الصدق إلى المخبر حتى لو وقع ذلك في القلب من غير اختيار لم يكن تصديقا؛ لأن من الكفار من كان يعرف الحق يقينا وإنما كان ينكر عنادا أو استكبارا؛ قال الله تعالى: وحمدرا بها وآستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا [النمل: 14] .
والدليل على هذا المذهب قوله تعالى: أولتيك كتب فى قلوبهم الايمن} [المجادلة: 22]، وقوله تعالى: ولما يدخل الإيمكن فى قلوبكم} [الحجرات: 14]، وقوله تعالى: وقلبه مطمين بالإيمن [النحل: 106]، وقوله - عليه الصلاة والسلام -: "اللهم ثبت قلبي على دينك"(2)، وقوله لأسامة حين قتل من قال لا إله إلا الله: "هلا شققت عن قلبه"(2)، ومجيء الإيمان مقرونا بالعمل الصالح في غير موضع من الكتاب نحو الذي ء امنوا وعملوا الضللحت} [البقرة: 25]، فدل على التغاير وعلى أن العمل ليس داخلا فيه لأن الشيء لا يعطف على نفسه والجزء على كله، ومجيئه مقرونا بضد العمل الصالح نحو: وإن طايفتان من المؤيين اقتلوا [الحجرات: 9]، فأثبت الإيمان مع وجود القتال، ومن المعلوم أن الشيء لا يمكن اجتماغه مع ضده ولا مع ضذ جزئه، فثبت آن الإيمان ليس
فعل الجوارح ولا مركبا منه، فيكون فعل القلب، وذلك إما التصديق وإما المعرفة، والثاني باطل لما تقدم، ولاستلزامه النقل لأنه خلاف الأصل.
(1) والدليل: قوله تعالى: فلا ورتك لا يؤمنوب حتى يحكموك فيما شجر بينهه ثم لا يچدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما [النساء: 65] .
(2) أخرجه بهذا اللفظ ابن ماجه في الدعاء، باب دعاء رسول الله (3) أخرجه مسلم في الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد قوله لا إله إلا الله؛ وأبو داود في الجهاد، باب على ما يقاتل المشركون، بلفظ : "أفلا شققت عن قلبه".
14 ثاي اترخ العقائد العضدية/9201119626012312011/1/24
صفحة ١٠٩