شرح الزيادات
محقق
قاسم أشرف نور أحمد
الناشر
المجلس العلمي وصَوّرتها دار إحياء التراث العربي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هجري
مكان النشر
كراتشي
تصانيف
الفقه الحنفي
و"وطن السكنى": وهو البلد الذي ينوي المسافر الإقامة به أقلّ من خمسة عشر يوما (^١).
٣ - ثمّ الوطن الأصلي ينتقض بالوطن الأصلي (^٢)، فإن رسول الله ﷺ لمّا هاجر إلى المدينة، وتوطّن بها، انتقض وطنه بمكة، حتى كان يُصلّي بمكة صلاة السفر (^٣)، وكان يقول لأهلها: "أتِمّوا صلاتَكم يا أهلَ مكة، فإنا قومٌ سَفْر (^٤) " (^٥) ولو
(^١) ذكر البابرتي أن عامة المشايخ قسّموا الأوطان على ثلاثة، لكن المحققين منهم قسّموا إلى "الوطن الأصلي"، و"وطن الإقامة" فقط، ولم يعتبروا "وطن السكنى"، ثم قال: "وهو الصحيح، لأنه لم تثبت الإقامة، بل حكم السفر فيه باق". "العناية" ١/ ٤٠٣، ولذا لم يذكره التمرتاشي في "تنوير الأبصار" متن "الدر المختار"، يقول الحصكفي: ولم يذكر "وطن السكنى، وهو ما نوى فيه فيه أقل من نصف شهر، لعدم فائدته. "ردّ المحتار" ١/ ٥٣٣.
(^٢) ذلك مقيّد بأمرين ذكرهما المرغيناني في "الهداية"، الأول: أن ينتقل من الوطن الأصلي، والثاني: أن يستوطن غيره، فإذا لم ينتقل عنه، بل استوطن آخر، بأن اتخذ له أهلا في الآخر، فإنه يتمّ في الأول، كما يتمّ في الثاني. انظر: "الهداية" مع "فتح القدير" ١/ ٤٠٣.
(^٣) وفي (ب): "صلاة المسافر".
(^٤) قوله: "سَفْر"، بسكون الفاء، أي مسافر، "السفر": جمع سافر، كصاحب وصَحْب، والسفر والمسافرون بمعنى. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير، ٢/ ٣٧١، وقال النسفي: وهو اسم على وزن المصدر، فيصلح للواحد والإثنين والجمع والذكر والأنثى. "طِلبة الطلَبة" ص ٣٠.
(^٥) وتمام الحديث: عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن عمران بن حصين، قال: ما سافرت مع رسول الله ﷺ سفرا قطّ إلا صلى ركعتين، حتى يرجع، وشهدت معه حنين والطائف، فكان يصلي ركعتين، ثم حجَجَتُ معه واعتمرت، فصلى ركعتين، ثم قال: "يا أهل مكة" أتّموا الصلاةَ فإنا قومٌ سفر. أخرجه البيهقي في سننه، واللفظ له، ٣/ ١٣٥، ١٥٣، ورواه أحمد، وفيه: "يا أهل مكة =
1 / 200