ج - معلوم أن ما لم يرد به دليل شرعي فلا يثبت ولا ينفى حتى يعرف المراد، فإن كان المراد حقًا قُبل المعنى مع التوقف في إثبات اللفظ لعدم ورود الدليل فيه، وإن كان المعنى باطلًا رُدَّ كما رد اللفظ.
س٢ - ما الواجب في الألفاظ المضافة إلى الله وورد بها الدليل الشرعي؟
ج - الواجب فيها الإيمان والتصديق سواء عرفنا معنى اللفظ أم لم نعرفه وذلك لأمور منها:
١ - لأن خبر الله تعالى أصدق الأخبار.
٢ - ولأن الله تعالى أخبر بهذه الألفاظ، وأنزل إلى عباده هذا الوحي وقد أراد بذلك الاهتداء لهم حتى لا يضلوا.
٣ - كمال البيان فقد أنزل القرآن بينًا واضحًا.
٤ - كمال القصد والإرادة.
وهكذا خبر الرسول ﷺ صادر عن علم، فهو أعلم الناس بربه فقد اجتمع في خبر الله وخبر رسوله الأمور المذكورة آنفًا.
س٣ - هل في كلام الله وكلام رسوله ﷺ شيء لا يعرف معناه؟
ج - ليس فيهما شيء لا يعرف معناه بل لا بد أن يكون معروفًا لجميع الأمة، أو لبعضها وهم العلماء وقد دلت على ذلك الأدلة الكثيرة، فمن ذلك قوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: ٤٤] . ثم لو كان فيهما شيء لا يعرف معناه لكان بعض الشريعة المتعبد بها مجهولة ولما قامت الحجة على الناس بإنزال الشرع.
س٤ - ما الحكم في الألفاظ التي أحدثها المحدثون ولم يرد بها الدليل الشرعي؟
ج - الحكم فيها أنه ليس لأحد أن يثبت لفظًا أو ينفيه وذلك لعدم ورود الدليل به، وليس له أن يقبل معنى اللفظ أو يرده حتى يعلم المراد منه، فإن
1 / 230