١٣١ - وَعَن عَطاء بن يسَار، عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: " خرج رجلَانِ فِي سفر فَحَضَرت الصَّلَاة وَلَيْسَ مَعَهُمَا مَاء فتيمما صَعِيدا طيبا فَصَليَا ثمَّ وجدا المَاء فِي الْوَقْت فَأَعَادَ أَحدهمَا الصَّلَاة وَالْوُضُوء وَلم يعد الآخر ثمَّ أَتَيَا رَسُول الله ﷺ َ فذكرا ذَلِك لَهُ، فَقَالَ للَّذي لم يعد: أصبت السّنة وأجزأتك صَلَاتك، وَقَالَ للَّذي تَوَضَّأ وَأعَاد: لَك الْأجر مرَّتَيْنِ ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ، وَالدَّارَقُطْنِيّ وَتكلم عَلَيْهِ، وَالْحَاكِم (وَقَالَ: (عَلَى شَرطهمَا) وَفِي قَوْله تساهل، وَقَالَ أَبُو دَاوُد (وَذكر أبي سعيد هَذَا الحَدِيث لَيْسَ بِمَحْفُوظ».
ثم ذكر هذا الحديث عن رسول الله ﷺ وهو أن رجلين من أصحاب رسول الله ﷺ ذهبا يعني في حاجة أو في مهمة وأنهما حصل منهما أنهما صليا بالتيمم ثم وجدا الماء في الوقت فأحدهما اجتهد ولم يعد الصلاة لأنه قد أدى ما عليه والثاني اجتهد وأعاد الصلاة فالرسول ﷺ لما جاؤوا إليه وأخبروه الخبر قال للذي لم يعد الصلاة: «أصبت السنة» يعني أنك أديت ما عليك وفعلت الشيء الذي عليك وهو أنك صليت بالتيمم لأنك فقدت الماء فأنت أصبت السنة وأديت ما عليك وأبرأت ذمتك والذي عليك وهو الصلاة أديته وأما الآخر فرأى أن ذلك لا يكفي وأنه لما وجد الماء عليه أن يتوضأ فتوضأ وصلى فقال له: «لك الأجر مرتين» لاجتهاده مرة لكون الصلاة التي صلاها قبل أن يجد الماء والمرة الثانية من أجل الصلاة التي فعلها بعد ما وجد الماء فهذا يدل على أنه أُجر على عمله الأول وعلى عمله الثاني لكن تبين بهذا أن السنة هو ما قاله الرسول ﷺ للأول قال أصبت السنة وعلى هذا فإن من حصل منه ذلك في المستقبل ليس له أن يجتهد
وإنما عليه أن يفعل ما أرشد إليه الرسول ﷺ من قوله أصبت السنة ليس لأحد أن يفعل فعل هذا الذي فعله الثاني الذي صلّى مرتين وإنما عليه أن يفعل ما أقر النبي ﷺ الرجل الأول الذي لم يعد الصلاة لأنه أدى ما عليه وحصل منه أداء ما عليه والحديث صحيح وقد ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود.
1 / 143