85

شرح المواقف

تصانيف

============================================================

المرصد الثاني- في تعريف مطلق العلم بالحواس الظاهرة، فيخرج به إدراكات هذه الحواس فإنها توجب تميزا في الأمور العينية كما سيصرح به (لا يحتمل النقيض) أي لا يحتمل متعلق التمييز نقيض ذلك التمييز، وبهذا القيد خرج الظن والشك والوهم، فإن متعلق التمييز الحاصل فيها يحتمل نقيضه بلا خفاع، وكذا خرج الجهل المركب لاحتمال أن يطلع في المستقبل صاحبه على ما في الواقع، فيزول عنه ما حكم به من الإيجاب أو السلب إلى نقيضه، وكذا خرج التقليد لأنه يزول بالتشكيك، ومحصله أن العلم صفة قائمة بمحل متعلقة بشيء توجب تلك الصفة إيجابا عاديا كون محلها مميزا للمتعلق تمييزا لا يحتمل ذلك المتعلق نقيض ذلك التمييز، فلا بد من اعتبار المحل الذي هو العالم لأن التمييز قوله: (إدراكات هذه الحواس) اى الظاهرة المعلومة لكل واحد، وأما إدراكات الحواس الباطنة التي اثبتها البعض فهي داخلة في العلم عندهم، أما الوهم فلكونه متملقا بالمعاني الجزئية الغير المحسوسة، وأما التخيل فلكونه غير مشروط بحضور المادة يكون موجبا بالذات لتميز أمر خيالي، إلا أنه لمطابقته للمحسوس صار موجيا لتميزه، الا يرى أن تخيل زيد موجب لتميزه عما عداه سوأ كان زيد موجودا أو معدوما.

قوله: (أي لا يحتمل إلخ) يعني أن المذكور فيما سبق أمران الصفة والتمييز، ولا يجوز أن يراد نقيض الصفة لعدم صحته في قولهم تمييز لا يحتمل النقيض، فتعين الثاني فحينغذ الضمير في يحتمل لا يجوز إرجاعه إلى التمييز، إذ الشيء لا يحتمل نقيض نفسه إلا ان يراد بالاحتمال جواز حصول نقيضه بدله عند المدرك، وهو خلاف المتبادر فيكون راجعا إلى المتعلق الدال عليه لفظ التميير وهي المعاني قول: (خرج الظن والشك والوهم) اى تصور النسبة من حيث يؤخذ من حيث التردد في الوقوع واللاوقوع على التساوى فإنه بهذا الاعتبار ليس بعلم، فدخوله من حيث ذاته في التصور الذي هو قسم العلم لا ينافي ذلك، وهو المراد من قولهم الشك من قبيل التصور.

قوله: (بلا خفاء) لكون الاحتمال فيها متحققا في الحال بخلاف الجهل المركب، والتقليد فإنه لا احتمال فيها بالفعل لكنهما يحتملانه مآلا كما بينه، والمراد بالاحتمال المنفي أعم من الاحتمال في الحال أو المآل : قوله: (قائة بمحل إلخ) تصريح بما علم ضمنا من قوله صفة، وتوجب تمييزا للتصيص على أنه صفة حقيقية ذات تعلقين قوله: (إيجابا عاديا) ذا على تقدير كونه تعريفا للعلم الحادث، وأما على تقدير شموله للعلم الحادث والقديم، فالايجاب أعم من الحقيقي والعادي: قول: (نقيض ذلك الييز) فالتمييز في التصور نفس الصورة، والمتعلق الماهية قوله: رصفة قائمة بحل) قوله قائمة صفة مؤكدة لصفة، إذ قد اعتبر لي مفهوم الصفة القيام باغير كما أشار إليه ليما سبق:

صفحة ٨٥