شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
93

شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث

محقق

فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان

الناشر

دار الثريا للنشر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣م

تصانيف

بالحج١. وفي حديث ابن عمر وغيره ﵃ أنه حجَّ متمتعًا٢، وفي بعض الأحاديث أنه حج قارنًا٣. فهذا الاختلاف إذا نظرنا إليه قلنا في بادىء الأمر: إن الحديث مضطرب، وإذا حكمنا بالاضطراب، بقيت حجة النبي ﷺ مشكلة، فلا ندري هل حج مفردًا، أم متمتعًا، أم قارنًا؟ وعند التأمل: نرى أن الجمع ممكن يندفع به الاضطراب. وللجمع بين هذه الروايات وجهان: ١ - الوجه الأول: أن من روى أنه أهلَّ بالحج مفردًا، أراد إفراد الأعمال، يعني أنه لم يزد على عمل المفرد. * وعمل المفرد هو: أنه إذا وصل إلى مكة طاف طواف القدوم، ثم سعى للحج، وإذا كان يوم العيد طاف طواف الإفاضة فقط ولم يسع، وإذا أراد أن يخرج طاف طواف الوداع وخرج. * ومن روى أنه متمتع: أراد أنه جمع بين العمرة والحج في سفر واحد، فتمتع بسقوط أحد السفرين. * ومن روى أنه قرن بين الحج والعمرة فهذا هو الواقع. قال الإمام أحمد: لا أشك أن النبي ﷺ كان قارنًا، والمتعة أحب

١ رواه البخاري كتاب الحج باب التمتع والقران والإفراد ١٥٦٢ ومسلم كتاب الحج باب وجوه الحج ١١٨ – ١٢١١. ٢ البخاري كتاب الحج باب من ساق البدن معه ١٦٩١ ومسلم كتاب الحج باب وجوب الدم على المتمتع ١٧٤ – ١٢٢٧. ٣ أخرجه البخاري كتاب الحج باب قول النبي ﷺ: "العقيق واد مبارك" ١٥٣٤ ومسلم كتاب الحج باب إهلال النبي ﷺ وهديه ٢١٤ – ١٢٥١.

1 / 105