شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث
محقق
فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان
الناشر
دار الثريا للنشر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣م
تصانيف
انتصف شعبان، إلا من كانت له عادةٌ فلا كراهة، وقال الإمام أحمد: لا يكره؛ لأن هذا الحديث شاذ، لأنه يخالف حديث أبي هريرة ﵁ الذي في الصحيحين وهو قوله ﷺ: "لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجلًا كان يصوم صومًا فليصمه"١ وذلك لأن الحديث الثاني يدل على جواز الصيام قبل اليومين وهو أرجح من الأول.
إذًا نفهم من هذا أن الشذوذ ليس شرطًا أن يكون في حديث واحد.
مثال آخر: ما أخرجه أبو داود في سننه عن النبي ﷺ أنه قال: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم" ٢ فهذا الحديث يخالف الحديث الذي في الصحيحين وهو أن النبي ﷺ قالت له إحدى نسائه إنها صائمة هذا اليوم وكان يوم الجمعة، فقال لها: "أصمت أمس"؟ قالت: لا، قال: "أتصومين غدًا؟ "، قالت: لا، قال: "فأفطري" ٣ فقوله: "أتصومين غدًا؟ " وهو يوم السبت، يدل على جواز صيام يوم السبت، لذلك اختلف العلماء في صحة حديث النهي عن صيام يوم السبت على أقوال:
١ - فمنهم من قال: إن الحديث منسوخ، وهذا القول ضعيف، لأن من شرط الحكم بالنسخ العلم بالتاريخ، وهنا لا نعلم التاريخ.
٢ - ومنهم من قال: بل الحديث شاذ؛ لأنه يخالف الحديث الذي في الصحيحين الذي يدل على جواز صيام يوم السبت.
٣ - ومنهم من حمله على وجه لا يخالف الحديث الذي في
١ تقدم تخريجه ص ٢٩. ٢ تقدم تخريجه ص ٢٩. ٣ تقدم تخريجه ص ٣٠.
1 / 90