شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
50

شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث

محقق

فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان

الناشر

دار الثريا للنشر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣م

تصانيف

الراوي هو أقوى أنواع التحمل وهذا هو ما ذهب إليه المؤلف في تعريف المتصل. وقيل بل المتصل هو: ما اتصل إسناده، بأخذ كل راوي عمن فوقه إلى منتهاه. وعلى هذا فيشمل الموقوف، والمقطوع، ويشمل ما روي بالسماع وما روي بغير السماع، لكن لابد من الاتصال. وهذا أصح من قول المؤلف وهو أن المتصل هو: ما اتصل إسناده بأن يروي كل راوي عمن فوقه، سواء كان مرفوعًا، أو موقوفًا، أو مقطوعًا، وسواء كانت الصيغة هي السماع، أو غير السماع، فكل ما اتصل إسناده يكون متصلًا. وقد سبق لنا خلاف المحدثين حول مسألة: هل تُشترط الملاقاة أو تكفي المعاصرة وتقدم الجواب عليه١. ولا يشترط في الاتصال أن يثبت سماع هذا الحديث بعينه منه، بل إذا ثبت سماعه منه فيكفي ذلك، إلا إذا قيل إنه لم يسمع منه إلا حديثًا واحدًا وهو حديث كذا وكذا مثلًا، فإن ما سوى هذا الحديث لا يعدّ متصلًا. كما قيل: إن الحسن البصري لم يسمع من سمرة بن جندب ﵁ إلا حديثًا واحدًا وهو حديث العقيقة. وبناء على هذا القول: إذا روى الحسن البصري عن سمرة بن جندب حديثًا، سوى حديث العقيقة فهو غير متصل. والمسألة فيها خلاف بين العلماء، ولكن نقول: إن الحصر صعب، فكوننا نقول إن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة

١ تقم ص ٤٠.

1 / 61