<1/117> قوله: «إذا أحب الله عبدا الخ »: نص الحديث عند قومنا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: أني قد أحببت فلانا فأحبه، فينادى في السماء، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قول الله { إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}[مريم:96].وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل، أنى قد أبغضت فلانا، فينادى في أهل السماء، ثم ينزل له البغضاء في أهل الأرض" وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد ليلتمس مرضاة الله فلا يزال كذلك فيقول الله لجبريل: إن عبدي فلانا يلتمس أن يرضيني، فرضائي عليه، فيقول جبريل: رحمة الله على فلان، فيقوله الله حملة العرش، ويقوله الذين يلونهم، حتى يقوله أهل السماوات السبع، ثم يهبط إلى الأرض، قال رسول صلى الله عليه وسلم وهي الآية التي أنزل الله في كتابه { إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}[مريم:96]، وإن العبد ليلتمس سخط الله، فيقول الله: يا جبريل إن فلانا يسخطني ألا وإن غضبي عليه، فيقول جبريل: غضب الله على فلان، ويقوله حملة العرش، ويقوله من دونهم، حتى يقوله أهل السماوات السبع، ثم يهبط إلى الأرض"، نعوذ بالله من غضبه. وفي قوله فرضائي عليه وغضبي عليه دليل على أنهما من صفات الفعل، وفي قول جبريل والملائكة: رحمة الله عليه وقولهم غضب الله عليه دليل على أن حب الملائكة الدعاء بالخير، وبغضهم الدعاء بالشر، ولا يبعد أن يكون حبهم وبغضهم مستلزما للأمرين؛ الحال القلبي والدعاء كما كان ذلك في إخوانهم المؤمنين، وفي تقديم جبريل في هذا الحديث دليل على كمال شرفه، وقربه من الله تعالى، وفضله على حملة العرش وغيرهم.
ما جاء في المتحابين في الله.
صفحة ١٣٦