126

شرح الاقتصاد في الاعتقاد - الراجحي

تصانيف

ورود صفة اليد لله ﷿ في القرآن بصيغة المفرد والمثنى
السؤال
وردت لفظة اليد لله ﷿ في القرآن مفردة، ومثناة، وجمعًا، وبعض أهل العلم حملوا لفظة الجمع في اليد على غير ظاهرها، فلماذا نحدد أنها يدان، ولا نقول: إننا نثبت اليد من غير أن نحدد العدد؟
الجواب
التي جاءت بصيغة الجمع ليست من الصفات، قال الله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ﴾ [الذاريات:٤٧] من آد، يئيد، أيدًا، بمعنى القوة، ولأن الله أضافها إلى نفسه بصيغة الجمع فهي للتعظيم، مثل قوله: ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ [القمر:١٤] فلا يقال: إن لله أعينًا، وصيغة الجمع هنا للتعظيم، بخلاف اليد واليدين، والتي أضيفت إلى الله ﷿ مثل قوله: ﴿بَلْ يَدَاهُ﴾ [المائدة:٦٤] وقوله: ﴿خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ [ص:٧٥] يراد به جنس اليد له سبحانه، وقال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الملك:١] وفي هذا إثبات صفة اليد لله، والمراد الجنس.

6 / 13