سبب تخصيص المصنف توحيد الأسماء والصفات بالذكر في هذه الرسالة
وخص المؤلف ﵀ هذا النوع من التوحيد بالبيان في هذه الرسالة؛ لما شاع في عصره وكثر في زمنه من الانحراف في باب الأسماء والصفات، ولأن الذي طلب منه التأليف والكتابة شكا له حال الناس في جهته، وما هم فيه من اضطراب واختلاف، فبين الشيخ ﵀ هذا الجانب بيانًا واضحًا في هذه الرسالة المباركة.
هذا من وجه.
ومن وجه آخر وهو أن سبب تخصيص المؤلف ﵀ هذا النوع من التوحيد بالعناية: أن الرسل جميعًا جاءت داعية إلى الله ﷿، مُعرَّفةً بالله ﷿ وبأسمائه وصفاته، ولا يمكن أن يستقيم عقد الإيمان، ولا توحيد العبد إلا بكمال الإيمان بالأسماء والصفات؛ ولذلك فصل الشيخ ﵀ في هذا، وبين بيانًا شافيًا واضحًا، وبدأ الشيخ ﵀ في تقرير هذا الأمر ببيان المنهج العام الذي يسلكه أهل السنة والجماعة أهل الفرقة الناجية في هذا الباب من أبواب المعرفة بالله ﷾، فقال ﵀: (الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله محمد ﷺ، فالمصدر لإثبات الأسماء والصفات ما جاء في الكتاب وما جاء في السنة.
2 / 3