شرح العقيدة السفارينية

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
55

شرح العقيدة السفارينية

الناشر

دار الوطن للنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٦ هـ

مكان النشر

الرياض

تصانيف

السلف حقهم وقدرهم، وأن نحترمهم في أقوالهم وأفعالهم ما وجدنا لها مكانا في الاحترام. ومن المؤسف أن من الخلف اليوم ولا سيما بعض المدعين للاجتهاد، الذين يدعى أنهم مجتهدون على الإطلاق، وإنهم كالثريا بالنسبة للثرى مع العالم الآخر، من المؤسف أن هؤلاء عندما تقول لهم: قال فلان من الصحابة المعروفين بالفقه والعلم، يقول: هذا قول صحابي، ولا نوافق، وبهذه البساطة يتكلم بهذا الكلام، ويقول: قول صحابي ولا نعمل به. حتى إن بعضهم قال: إن الأذان الأول للجمعة بدعة لان النبي ﷺ لم يسنه، فإذا قيل له: إنه سنة الخليفة الراشد الذي أمرنا بإتباعه، عثمان بن عفان ﵁، قال: وإن سنه، أنه ليس سنة الرسول ﵊. وبهذا حكم على خليفة المسلمين الثالث، وعلى المسلمين عموما بالضلال، لأني لا اعلم إلى ساعتنا هذه أن أحدًا من الصحابة أنكر على عثمان ﵁ هذا الأذان، فيكون الصحابة ﵃ مجمعين على إقرار الضلالة، ويكون الخليفة الراشد ضالا؛ لان كل بدعة ضلالة. وهذا - والعياذ بالله - غرور بالنفس وزهو، ولا شك أن من ترافع إلى هذا الحد سوف يضعه الله، وان من تواضع لله رفعه الله، ويجب علينا أن نعرف لهؤلاء السلف حقهم ومنزلتهم عند الله، في العلم، وفي العبادة، صحح إذا قال أحدهم قولا مخالفا للكتاب والسنة - والإنسان غير معصوم - فلنا أن نرده لكن نرده مع الاعتذار عنهم، أما أن نرد بهذه الوقاحة في أمر اجتهادي،

1 / 60