شرح العقيدة السفارينية

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
51

شرح العقيدة السفارينية

الناشر

دار الوطن للنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٦ هـ

مكان النشر

الرياض

تصانيف

أخي قل: قال الله. فالنبي ﵊ وهو لا شك أنه اعلم بالله منك، وأشد تعظيما لله منك - كان إذا أراد أن يتحدث عن الله ﷿ بالحديث القسي يقول: «قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك» (١) . ولم يقل ﷺ: قال الحق، ولكن بعض الناس يريد أن يجدد، والتجديد في مثل هذه الأمور لا ينبغي، وإتباع السلف في هذه الأمور أولى من التجديد. وقوله: (كنز الهدى): يعني أن الرسول ﵊ هو الكنز، لكن ليس كنز الذهب والفضة، ولكنه كنز الهدى، أي: هدى الدلالة والإرشاد، فالنبي ﵊ هو العلم والمنار الذي يهتدي به، لكنه ليس كنز الهدى الذي بمعنى التوفيق، فإن الرسول ﷺ لا يستطيع أن يهدي أحدًا أبدًا. ولو كان النبي ﷺ يستطيع أن يهدي أحدًا لهدى عمه أبا طالب الذي أحسن إليه، ودافع عنه، وناضل عنه، وحماه. ومع ذلك كان يقول له عند موته: «يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله» (٢)، ولكنه والعياذ بالله قد حقت عليه كلمة العذاب، فلم يقل هذا، وإنما كان آخر قوله: هو على ملة عبد المطلب، فأبى أن يقول لا إله ألا الله، ولكن من اجل أن هذا الرجل دافع عن الإسلام، وحمى النبي ﷺ وأتباعه، جازاه الله ﷿ بجزاء لم يكن لغيره من لكافرين، فأذن الله لنبيه أن يشفع فيه فشفع فيه النبي ﵊، أي في أبي طالب، فكان في ضحضاح من نار وعليه

(١) رواه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في عمله غير الله، رقم (٢٩٨٥) . (٢) رواه البخاري، كتاب المناقب، باب قصة أبي طالب، رقم (٣٨٨٤) .

1 / 56